زيارات سيد البلاد ؟



د.ضيف الله الحديثات
لا نضيف الجديد، إذ قلنا أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، فارس اردني هاشمي، لا يشق له غبار، وتجلى ذلك يوم أمس في المفرق، عندما قال أنه لا يسمح أن تكون المملكة ساحة حرب لأي كان، وكرر. والتكرار هنا يفيد المزيد من التأكيد.

 وهذه رسالة واضحة لم تكن لطمأنة ابنائه الاردنيين فقط، إنما هي رسالة قوية لاسرائيل وأعوانها، إذا فكروا باستخدام اجوائنا لقصف إيران، كما أن جلالته اراد ان يقول للمشككين أننا لا نخشى احد وقادرين على حماية امن المواطنين، وقواتنا المسلحة الباسلة، تستطيع رد اي تحرك عسكري يستخدم اجواءنا لا قدر الله.

الزيارات الملكية، وحديث جلالته الشيق المباشر، لأبناء شعبه، تكشف عن ثقافة الملك الواسعة، ورؤيته الثاقبة واتساع افقه، وتجلت امس في لقاء المفرق، حين قال عنها انها تجمع ولا تفرق، ووصفها ايضا بالسلة الثانية للغذاء في الاردن بعد الأغوار، وأشار لعمقها التاريخي وموقعها المميز.

المشاهد العفوية للأردنيين، وهم يستقبلون جلالة الملك، خلال الزيارات هي قصة عشق صعبة التكرار بين قائد احب شعبه واحبوه، ويظهر هذا عندما يحل ضيفا عزيزا عليهم، حيث يخرج الشيب والشباب للطرقات والساحات مرحبين ومهللين، بقائد فذ عاهد الله أن لا يخذلهم، يسير على نهج الأوائل من آل هاشم الغر الميامين .

أما صور الجمال والخيل، التي اصبحنا نشاهدها في اغلب زيارات سيد البلاد، وهي تحيط بموكب جلالة الملك، إحاطة السوار بالمعصم، كانت خطوة رائعة وإضافة نوعية لاستقبال يليق بضيف عزيز علينا، كما أن الشعراء، تفيض خواطرهم، باعذب الكلمات واجملها، وهم يستقبلبون جلالته، يرسمون معاني المحبة للقائد عقودا من الذهب والالماس ، في الوقت الذي لم يغب الهجيني والسامر والذكريات الجميلة لجلالته مع رفاق السلاح عن اللقاءات.

اختيار الأماكن ورمزيتها التي تحتضن لقاءات جلالته، وهو يزور أبناء شعبه، هي تأكيد على التمسك بالاصالة والقيم النبيلة، واستحضار تاريخ الثورة العربية الكبرى وتأسيس المملكة وأهميتها، وتضيف جمال لجمال اللقاءات.

اخراج زيارات جلالته، بهذا الشكل والصورة لا بد أن تكون هناك سواعد قوية لا تنثني، تواصل الليل بالنهار لتكشف للعالم أجمع أن العلاقة بين القائد والرعية كعلاقة الروح بالجسد، ومن هؤلاء الأشخاص أصحاب المعالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي العامر، والباشا كنيعان البلاونة مستشار جلالته لشؤون العشائر ، الذين أقسموا أن يكونوا الأوفياء للأردن وقيادته الهاشمية .

حفظ الله الاردن قيادة وشعبا وجيشا