حرب غزة.. اذ ترسم تاريخاً عالمياً جديداً

ما تشهده الولايات المتحدة الاميريكية وعواصم الدول الاوروبية وكندا واستراليا من اعتصامات منددة بمواقف دولها مما يجري في غزة من جرائم بحق الانسان والحيوان والشجر والحجر وما يشهده العالم من قصف وحشي لاطفال غزة وما تبثه وسائل الاعلام من صور اشلاء اطفال ونساء غزة وملاحقتهم حتى داخل حواضن الخداج  يؤسس لعالم جديد يقوده اصحاب الضمائر الحية المؤمنون بانسانية الانسان وان لا مكان في هذا العالم للكاذبين والمجرمين.

 

لم يعد المواطن الاميركي يحتمل هذه التصريحات المخزية التي تطلقها الولايات المتحدة الاميركية وكان آخرها ما صدر عن الرئيس بايدن انه "من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها وعليها ان تفعل ذلك بطريقة تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين" وكان هذا التصريح في اليوم ال 39 للحرب و 11 الف شهيد وحوالي 40 الف بين شهيد وجريح وكأن ضمير الرئيس لا يتحرك الا بعد ما يزيد عن هذا العدد الضخم من الشهداء والتدمير الذي أتى على نصف مباني قطاع غزة . 

 

اما تصريح اليوم ال 40 للحرب فكان بخصوص مستشفى الشفاء ووجود الانفاق داخل هذا المستشفى وكان هذا  التصريح الاميركي بمثابة الضوء الاخضر لقوات العدو الصهيوني باقتحامه وهذا ما حصل بالفعل وقبح وجه اميركا واسرائيل امام شعوبهم وامام العالم اجمع.

تبنى الرئيس الاميركي في اليوم الاول للحرب رواية قدمها اليه نتنياهو لاطفال يهود قامت حماس بقطع رؤوسهم وبدا ان الرئيس متاثر بهذا المشهد ليكتشف بعدها انه خدع وأن هذه الصور لم تكن حقيقية وانما هي صورة لكلب عولج بواسطة نظام تصميم الكتروني لكن الرئيس الذي يراقب يوميا ما يجري لاطفال غزة من قتل وتقطيع اطراف وقطع للكهرباء عن حواضن الاطفال الخدج دون ان يرف له جفن او أن يرقى بمشاعره  تجاه الكلب الذي تحول الى مجموعة اطفال اليهود. 

هناك عالم جديد يتشكل يقوده اصحاب الضمائر الحية الصادقون قادة الفكر حول العالم يتقدمهم رجال فكر أميركيون  وأوروبيون  ويهود وهناك تحول شعبي ورسمي غربي في المواقف بعد ان اتضحت الصورة امامهم وامام العالم وما جرى عليها من تشويه طوال سبعين عاماً مضت.

هناك نهوض فكري عربي بدأ يشق طريقه بمعزل عن النظام العربي الذي اختار التبعية من جهة ومقاومة اي فكر حر يولد داخل المجتمع من جهة اخرى وذلك من خلال العبث بالمناهج والمساجد فحرم العالم من صعود المنبر وصعده اخر مكبل بكلمات يلقيها وتضيع في المنطقة الفاصلة بين فم الملقي واذن المتلقي.

ان لم يدرك قادة الانظمة العربية والاسلامية ما يجري حولهم من تحولات خارجية وداخلية وما يفعلونه بشعوبهم فسوف تكون العواقب وخيمة عليهم وعلى الامتين العربية والاسلامية.

باب غزة مفتوح فإما دخول للتاريخ من باب نصرة اطفال غزة ورعايتهم وانتزاع حقوقهم من بين مخالب عدو مجرم او الانتظار على عتبة من يجيدون اكل اللحم وترك العظم والامثلة الكثيرة والاقلام تأبى ان تكتب الاسماء.