الملك في السلط حاضرة الفروسية ؟

د.ضيف الله الحديثات
زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لمنزل دولة الدكتور عبد الله النسور، تأتي في إطار تبادل الزيارات مع العشائر والشخصيات الاردنية في كافة أنحاء المملكة، فالعشائر التي يعتز بها جلالته،  اكد في أكثر من مناسبة وموقف، على احترامه وتقديره لها، كمكون اجتماعي إيجابي، يحافظ على الأمن والسلم المجتمعي، ورافد قوي لمسيرة الدولة الأردنية المباركة، كما أن زيارته لبيت النسور هي زيارة لبيوت السلطة كافة

وفي الحقيقة اعادت الزيارة لذاكرتنا، سلوك وحسن تصرف الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه، في حميميته وعلاقته الطيبة مع أسرته الكبيرة، وهندسته الفريدة في تطييب الخواطر، وتقريب وجهات النظر، وتعامله مع الاردنيين كانت تعامل اب مع أسرته.

جلالة الملك عبد الله، نهل من مدرسة الحسين وكان نعم التلميذ النجيب، والفارس الذي لا يخذل اهله، فهو راس دولتنا وحامي حماها، لم يتأخر عن زيارة المواطنين وتفقد احوالهم، والاستماع للصغير والكبير، ويأمر بتقديم المساعدة الفورية والحلول السريعة، النهج التواصلي الهاشمي، غدا اسلوبا، متميزا تعودنا عليه منذ أن تولى الملك سلطاته الدستورية، نهاية القرن الماضي.

 جميع المدن والمخيمات والقرى الأردنية زارها جلالته، خلال فترة حكمه المديد، يبادل اهلها الحديث الطيب، والذكريات بما تحمل من لحظات جميلة، ومواقف صلبة، انتصرنا فيها، رغم شح الإمكانيات وقلة الموارد، لكن بالعزم والتصميم والارادة الصلبة، التي لا تقهر استطعنا تخطي الصعاب، والسير بخطوات ثابتة إلى الأمام.

جلالته في زياراته لم يغب عنها "العيش والملح" والمجاملات اللطيفة والنكات الخفيفة، وهذه السنة الجميلة ينتهجها، ولي العهد الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في زياراته، واخرها" لربعه المعانية" وقبلها للكرك حيث بيت المرحوم الدكتور عبد السلام المجالي ومادبا بيت ابو الغنم وغيرها الكثير، وزيارته للمرضى والمحتاجين، وبيوت المناسبات من أفراح واتراح . 

لا شك ان الزيارات الملكية، عمقت محبة الاردنيين لقيادتهم، واشعرتهم انها معهم في كل لحظة ومناسبة، وفي حلها وترحالها، تحمل همهم، وتعمل ليلا نهارا لتعبر سفينة الوطن لشاطىء النجاة.

كما انها تؤكد على البيعة الأولى للامير المؤسس، وتعميق المحبة والولاء والانتماء، وترسيخ اللحمة، في حديث عفوي صادق يخرج من القلب للقلب، وهذه جزء من مخرجات اللقاءات والجلسات الملكية.

نعم تشرفت السلط، بلقاء جلالته امس الأول، وهذه المدينة التي لها تاريخ ناصع، سيبقى الى ان يرث الله الأرض ومن عليها، وإن جاز لنا أن نسميها مدينة الشهداء، حيث قدم أبناؤها دمائهم رخيصة في الدفاع عن فلسطين والاردن، وهي مدينة العلم والثقافة فاحتضنت اول مدرسة أردنية .

 وفي هذا المقام  نتدكر رجال حاضرة البلقاء عليهم رحمة الله، أمثال الشيخ نمر الحمود، والزعيم توفيق ابو السمن ابو حمدي والشهيد الدكتور محمد بشير العواملة، والشيخ سالم الحسين ابو حمور والشيخ هاشم العبد الله القطيشات وغيرهم، وهذا غيض من فيض من زعامات السلط وأهلها النشامى، الذين ما لانت لهم قناة في رد العاديات، ونجدة الدخيل وانصاف المظلوم .