من يسرق الشعوب؟

سقطت انظمة ، حوكم رؤساء فر آخرون، واعدم زعماء ميدانيا.

 

افلست دول ، واغلقت خزائن بنوك محلية  ، واعلنت  ادارات البنوك المركزية هناك (المشكلة ما إلها حل ).

 

حلت انظمة جديدة ، جاءت حكومات 

منتخبة ، وانتخب رؤساء متقشفون ، عوضا عن آخرين كانوا يرفلون بالنعمة ،فازداد الفقراء فقرا ، و البؤساء بؤسا .

هوت عملات لاقتصاديات كبرى تصنف ضمن الثماني الكبار ، و لم يفلح النظام الرقابي لديمقراطيات اخرى ، في منع تهريب آخر دولار او يورو او غيرها من العملات الاجنبية .

استمرت المعارضة ، بكلاشيهاتها تلعن البنك الدولي ، و قروضه واصلاحاته وتشتم الساسة و السياسيين والاقتصاديين ، الذين فازوا بالابل وخسروا الاوطان التي تمزقت او تقف على حافة الانهيار.

تهجر الملايين من دول مجاورة ، لم تكن تدين بليرة واحدة لصندوق النقد ، وذهبت الثورات ادراج الرياح، بين الندم و التعجل و الخطأ و اضاعة الفرصة لمصالحة تاريخية تقدر القوى الفعلية على الارض .

الشعار الابرز في كل ماسبق من عواصف كان استرداد الاموال المنهوبة ، و تحقيق الرفاه للمواطنين .

فلا الرفاه تحقق ، و لا الاموال اعيدت و لا افلحت ثورات الاوطان بتوزيع عادل لثروات الارض .

هل كانت الفساد انطباعيا ؟!!!

هل ازهقت كل هذه الارواح ، وشردت الملايين نتيجة فساد انطباعي ؟؟؟

لا شك ان الاجابة اعقد بكثير ، من التصدي لها عبر مقال لمواطن ، يعيش حالة من الذهول ازاء ما  يرى و يسمع .

ولكن يغريني ان اتصدى له بزبدة القول لمفكرين احدهما من المشرق وهو الراحل ميشيل كيلو : (….لا تتخلوا عن اهل المعرفة والتجربة و الفكر و الموقف … لا تترددوا في اقامة بيئة داخلية تحد من سلبياتها ) وفي مقالات أخرى ، بدا الراحل يجيب ويتساءل في آن واحد فيقول : ( خارج الاطار السياسي ، هناك خطوات انتقالية ، تتمثل بحلول هيكلية في اصلاح مؤسسات الحكم ذاتها وهو الامر الذي تتقاطع فيه القوى الثوريةمع فكرة اخرى تنادي باصلاح المؤسسات الداخلية )

فهل كانت الثورة صوابا ؟؟؟ كلها !!!

و من المغرب اقتبس للمفكر مالك بن نبي : ( الصراع الثوري ضد سلطة ما هو الا صراع ماعون من العدم ضد ماعون آخر من الحديد ) ( ان الثورة في جوهرها هي تغيير الانسان … ( ان ثورة ما لن تستطيع تغيير الانسان اذا لم يكن لها قاعد اخلاقية قوية )

ومن مجمل دراسات بن نبي ، ومؤلفاته ، كان صميم فكره  هي الاصلاح الثوري البنيوي ، الذي يقوم على احترام تراكم التجارب المؤسسية ، و النهوض بها من خلال بناء الانسان و المؤسسة معا ، لا ن هدمها و الانقضاض عليها سيفضي الى حكم الغوغاء و المزيد من الفساد و الافساد .

في النهاية هل وصل  القارئ الى اجابة يستريح لها يقينه ويروى بها ظمأه !!! وانا مثله