اعتذارنا من الصفدي واجب؟!

د.ضيف الله الحديثات 
نعم حملنا الأمور أكثر مما تحتمل، وشكلنا محكمة واصدرنا الاحكام السريعة، قبل أن نعرف الحقيقة، وكنا مع الآخرين ضد ابننا رئيس مجلس النواب احمد الصفدي، الذي لم يخطىء أو يجانب الصواب، في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في بغداد، حين قال الحقيقة بان سيدنا إبراهيم عليه السلام قطن أو سكن العراق، وهذا كلام صحيح، وهناك الكثير من المصادر التاريخية، تؤكد انه ولد في بابل العراقية. 

توضيح أو تفسير رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ جاء متسرعا، لم ينصت جيدا لما قاله الصفدي في كلمته حتى تنجلي أمامه الحقيقة، وهنا لا أحد يختلف على ان مكة المكرمة هي المقصودة بدعاء سيدنا إبراهيم !! 

اعداء النجاح وخصوم الصفدي السياسيين، وعديمي الضمير، وبعض المرتزقة "والشحادين" ركبوا موجة الانتقاد الحاد والتحليل الخالي من المنطق، وحملوا الأمور أكثر مما تحتمل، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي ابشع استغلال .

ما تعرض له الرجل يدلل، بما لا شك فيه ان بعض الأشخاص ابواق، يعملون بالريموت ودون علم أو دراية، يتصدرون المجالس أو الفضاءات الالكترونية ويحللون ويهرفون دون معرفة وعلم ومنطق .

اما الذين نبشوا الدفاتر القديمة، فهم حقا اعداء الاردن قبل أن يكونوا خصوم الصفدي، حينما
عثروا على فيديو مسجل للرجل، وأخرجوه للعلن، وهو يتحدث عن أهمية الاردن بالنسبة للخليج، في حماية واجهة كبيرة من حدودهم، بمنع تسلل الإرهابيين وتجار المخدرات لاراضيهم، وهو ما نتحدث به دائما في مجالسنا بفخر واعتزاز.

في التسجيل نفسه، تحدث عن أهمية اعتمادنا على أنفسنا، والتحرر من الهبات والمساعدات، ودعا الى الاهتمام بالمعلم، وهذه الأمور تسعى لها الشعوب الحرة والتي تتطلع لحجز مكان تحت الشمس، لكن من الواضح أن كلامه وافعاله لم تغض الا اعداء الاردن ؟!

 كرامة رئيس مجلس النواب الاردني، من كرامتنا شئنا ام أبينا، والذين يبحثون عن خطأ لغوي او نحوي عنده، عليهم أن يعلموا ان الصفدي ليس شاعرا أو معلمنا للغة عربية بل سياسيا لا يلتفت الى الوراء، والاشكاليات البسيطة والمطبات الصغيرة لا يهتم بها الا الصغار .

الصفدي ومنذ ان تم انتخابه رئيسا للمجلس تحرك سريعا، وفي كل الاتجاهات، حيث بدا جولات على بعض العواصم لتقريب وجهات النظر، وتعزير دور السلطة التشريعية في دعم مسيرة الدولة، ولم نفش سرا إذ قلنا انه أثلج صدورنا وهو يزور بغداد ودمشق العاصمتين العربيتين اللتين انهكتهما الحروب والصرعات، ويؤكد على أهمية عودتهما للصف العربي .

في ظل معادلة لا يفهمها الا الكرام، من حقه علينا وهو البرلماني العتيق، أن نعتذر منه، لانه  تعرض لهجمة ظالمة دون وجه حق، من بعض العرب وناصرهم للاسف أردنيين، والا ينطبق علينا مقولة "شجاعنا مذبوح وكريمنا مفضوح"