منير دية
كالعادة ومع قرب شهر رمضان المبارك تبدأ أسعار السلع بالارتفاع التدريجي وتبدأ جملة من الاخبار تنتشر بين المواطنين عن غلاء هنا وارتفاع هناك ونقص في بعض السلع يرافقه تحذيرات من موجة غلاء قادمة لبعض السلع تمهيداً لتحضير المواطن نفسياً بقبول بعض الارتفاعات غير المبررة في أسعار تلك السلع .
المواطن اليوم غير مواطن الامس فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن منذ سنوات والتي زادت وتفاقمت خلال العام الماضي وبداية العام الحالي جعلت من حياة المواطن المعيشية بالغة الصعوبة كما وان زيادة التضخم وغلاء المعيشة وارتفاع كلف الحياة الأساسية من تعليم وصحة ومسكن وغداء ومواصلات واتصالات وارتفاع أسعار الفائدة التي انعكست على زيادة مديونية المواطنين وزيادة قيمة القروض المطلوبة منهم كل ذلك استنفذ السيولة النقدية المتوفرة لدى المواطن وعملت على تآكل الدخول وتراجع القوة الشرائية ولم يعد لدى المواطن مقدرة على شراء كل ما تحتاجه اسرته فتغيرت أولويات الاستهلاك ..
المواطن اليوم يعاني الكثير في ظل ثبات الرواتب وتراجع الدخل ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من الارتفاعات في أسعار السلع والخدمات ولم يعد لديه المال الكافي لتحمل المزيد من غلاء المعيشة ومن هنا يجب على صناع القرار الانتباه لما وصل له المواطن من ظروف اقتصادية والعمل على تجنب رفع أسعار أي سلعة او خدمة يحتاجها المواطن والعمل على إيجاد بدائل أخرى عير جيب المواطن المثقل بالتحديات والهموم سواء كان ذلك بتخفيض ضريبة المبيعات او بتخفيض أسعار المحروقات والكهرباء وبعدم رفع أسعار الفائدة على القروض القائمة ومراقبة أداء الأسواق والتدخل السريع اذا لزم الامر لمنع أي احتكار او زيادة في أسعار السلع الأساسية .
زيادة الإنتاجية في القطاع الزراعي وتقديم كل اشكال الدعم ليبقى الامن الغذائي أولوية قصوى والعمل على تسهيل كافة الإجراءات سواء فيما يتعلق بالأيدي العاملة او التمويل مع فتح أسواق للتصدير والعمل على الاهتمام بالتصنيع الغذائي ليكون هناك تكاملية في تأمين سلة الغذاء بأسعار تناسب دخل المواطن ، والأردن يمتلك إمكانيات كبيرة في الزراعة ولكن بحاجة لمن يقدم كل اشكال الدعم لهذا القطاع المهم والضروري في اقتصادنا الوطني..
رمضان على الأبواب فليكن شهر رحمة وتكاتف وتراحم بين الناس ولنترك ديباجة رفع الأسعار جانباً هذا العام فالظروف صعبة وقاسية ولا مكان لتحمل المزيد .