كتب: المحامي عبد الكريم الكيلاني
استمع سموه باصغاء لجملة من مطالب شيوخ واهالي دير علا، في لقاء تكلمت فيه ملامح الوجوه عن المحبة الصادقة و الولاء للآل ، الذين رعوا الامانة حق رعايتها .
، فقد شهدت دارة الشيخ زيدان المصالحة في المئوية الاولى ، لقاءات جمعته مع الحسين الاول ، رحمهما الله ، وهذه الصلات مع شيوخ عباد في دير علا ضاربة الجذور ، حيث يحوي الارشيف الهاشمي زيارات عديدة من الملك المؤسس عبد الله الاول ، للشيخ حمدان المصالحة، الذي اهتم مبكرا بزراعة البيارات ، واكمل ابناؤه بعده طريق الاباء تطويرا ودأبا و احتمالا .
وتحمل هذه الزيارة دلالات عظيمة ، لعمق العلاقات ، بين البيت الهاشمي ، ملوكا وامراء و العشائر الاردنية جيلا فجيلا.
وبينما كانت اقلام الفريق الفني تدون الملاحظات حول دعم المزارع في حقله، وتوفير افضل السبل لتطوير سلة الاردن الغذائية.
كانت عيون سمو ولي العهد اللاحظة تدقق في كل التفاصيل ، وبعد ان انتهى الشيوخ والمزارعون من عرض مطالبهم ، فوجيء الجميع بسموه يشير الى المقاعد البعيدة التي لم يلحظها احد.
قال ولي العهد بعد استمعت لحديثكم الجليل، اريد الاستماع لصوت الشباب الجالسين هناك ، تكلموا ايها الفتية ، واشار الى المكان القصي الذي جلس فيه الشباب يستمعون لشيوخهم .
لقد حان دوركم ، ايها الشباب ، هذا ما حملته اشارة الحسين الشاب حفظه الله.
وتكلم الشباب ، بافكار جديدة ، لم يتنبه لها وجوه العشيرة ، و لاقت استحسانا من الجميع .
في دراسة اجرتها احدى المؤسسات الامريكية ، اظهرت ان من يلتزمون الصمت في ندوات العصف الذهني ، يحملون اغزر الافكار و اكثرها تاثيرا .
ولا شك ان سموه الذي تلقى تعليمه في اعرق المدارس و الجامعات ، لاتخفى عليه اهمية تحريك القوى الساكنة لانها القوة الكامنة القادرة على تحريك المياه الراكدة، ودفع الطاقات نحو المزيد من العمل لاكمال طريق الآباء التي مهدوها باكفهم وسواعدهم الصلبة.
زيارة سمو ولي العهد تحمل الكثير من الدلالات ، و لكن اهمها ، ان الاردن دولة تكبر و لا تهرم ، ببذل الاباء و عزيمة الابناء و امل مزروع في الارض الطهور.