باسمة وليدات
لم يكن مونديالاً فقط, كان "الحلم العربي" الذي غفونا على الحانة منذ زمن، أيقضتنا الدوحة، وعشنا تفاصيل الحلم واقعاً.
حلمنا بانجاز عربي مشترك نتحد خلقه ونحتفي به، وها هي الدوحة تهديه لنا من دون أسلحة، فصاغت مشهداً عروبياً تشاركنا كشعوب في نظم تفاصيل الإنجاز.
أعادتنا لهويتنا، نفخت في شرايينا العربية المهجورة كثيراً من الدم العروبي القاني، ثم أهدتنا الفرح على شكل فطبول.
فلسطين لم تغب، ظلت حاضرة على المدرجات وفي الحناجر والعقول، فلسطين لم تهزم في الملعب بل هي الفائز فينا رغم أنها لم تركل كرةً واحدة في المونديال .
إسرائيل ترتجف، وآخر ما تتمناه هو توحيد الجماهير العربية، فراحت تندب حظها بالمونديال وتقول عقب كل ما أنفقت لإثبات وجدوها "صفعة مؤلمة في مونديال قطر.. التطبيع هَش".
ليس هذا وحسب، بل إن الخوف أفقدها التكتيك السياسي، فصارت تحذر مواطنيها " أخفوا هويتكم في كأس العالم بقطر".
نعم، وثق المونديال فرحنا ووحدتنا بصور عربية طارت للعالم كله, صور كلما ضاقت النفس العربية نظرنا إليها فعادت البهجة إلينا.
فمشجعين ارتدو" الغترة والعقال" وبطل كأس العالم يرتدي "البشت " , اي ذكاءٍ واي تنظيم ,
شكراً قطر , اذهلتم العالم وأعدتم للعرب بريقاً من انجاز غاب لعقود, لم يكن رياضياً فحسب , بل وسياسي وقيمي أيضاً، هو اكسجين للثقافة , وشهيق للرئة العربية .
نعم فازت قطر وتوجت عالمياً.