التوقيت الصيفي قرار جريء ؟؟

د. ضيف الله الحديثات 
الحكومة التي يكلفها جلالة الملك في إدارة شؤون البلاد والعباد، وتقسم امامه على كتاب الله، ان تعمل بالدستور، وتقوم بواجباتها حق القيام، وتحظى بعد ذلك بثقة ممثلي الشعب مجلس النواب، من حقها ان تتخذ القرارات التي تراهها مناسبة، لخدم المواطنين ومستقبلهم. 


قرار الحكومة، بتثبيت التوقيت الصيفي طوال العام، يندرج في إطار صلاحياتها، وهو لم يأت اعتباطا أو "مداقرة" كما يدعي البعض، إنما جاء بعد دراسة متانية، وتمحيص دقيق، والنتائج اظهرت ان استمرارية التوقيت الصيفي، طوال العام، يخدم مصلحة الدولة، سيما وان أكثر من نصف دول العالم، تعمل بهذا النظام بشكل دائم، وتلحق بهم دولة أو دولتين سنويا. 


الحكومات الأردنية، كانت على قناعة منذ 12 عاما، بأن التوقيت الصيفي أكثر نفعا، وفائدة من الشتوي، لكنها كانت مترددة بإتخاذ قرار جريء في هذا الشأن، خوفا من ردة فعل بعض الأشخاص، أو الجهات التي تعارض احيانا من أجل المعارضة فقط، كما وتخوفت من تحمل اي مسؤولية او خطأ، قد يظهر في المستقبل، لهذا بقى الأمر على حاله دون تغيير. 


الدكتور بشر الخصاونة، لم يسع لقرارت شعبية وبالاخص في الجانب الاقتصادي، حتى لا تتفاقم المديونية وترتفع على الاجيال القادمة، وتصبح الحلول مكلفة جدا، لهذا فإن قرار الحكومة الاخير غير شعبي، لكنه يزيد الإنتاج ويقلل من استخدام الطاقة، ويجعل الناس أكثر حيوية ونشاط، في وقت يقصر فيه النهار، في فصل الشتاء  ليستفيدوا أكثر من ساعات شروق الشمس. 


مجلس الوزراء الذي ترأسه نائب رئيس الوزراء توفيق كريشان عمل على سد اي ثغرة، قد تنجم عن القرار، بما يتعلق بطلبة المدارس والجامعات، وفوض وزير التربية وزير التعليم العالي، بمعالجة الامر، لان شروق الشمس يتأخر في فصل الشتاء، وكان قرار الاخير، تبدء الحصة الأولى الساعة الثامنة والنصف، وفوض هو ايضا رؤساء الجامعات، باتخاذ القرارات، التي تصب في مصلحة الطلبة، وتراعي ظروفهم. 


الخصاونة، من المؤكد انه بارك القرار، الذي كان مدار بحث في اروقة الدوائر المختصة، قبل ذهابه بمعية جلالة الملك، لزيارة سلطنة عُمان، متحملا المسؤولية الكاملة، لادراكه ان هذه الخطوة الجريئة، لا يجوز تأجيلها، رغم علمه ان البعض سيهاجم القرار !!