ولي العهد في بيت الاعلامي الحديدي دروس وعبر؟

د. ضيف الله الحديثات 
زيارة سمو ولي العهد يوم أمس، لمنزل الإعلامي غالب الحديدي، هي جزء بسيط من المسؤوليات الجسام التي ينهض بها سموه، وتحمل الكثير من السمات الراقية السامية، والمعاني الجميلة والجليلة، فالتواضع والقرب من الناس أصبحنا نألفه يوميا منه.

وهي تؤكد على أن سموه، على علم واطلاع بالماضي والحاضر، وعنده رؤية استشرافية للمستقبل، وتقديره للحديدي، شيخ الإعلاميين العتيق، هي احتراما لمسيرة الرجل الناصعة، ولجهده الذي زاد عن نصف قرن من الاخلاص في خدمة الوطن واهله، وتقديرا لكل مخلص ومتفان في عمله، ودليل واضح على احترام ومحبة سموه للاعلامي الاردني الشريف . 

الحديدي، الذي لم يغب عن شاشة التلفزيون الاردني والإذاعة الأردنية وبعض الاذاعات الخارجية، الفت الاجيال صوته القوي، وعباراته المشبعة بعزة النفس، وبجزالة الألفاظ، وعمق المعاني، فكان يبدأ نشرة الأخبار ب "هنا عمان" ينهيها ب "دمتم ودام الوطن". وولي العهد خُلته امس يقول، وهو يعانق الرجل، اذا غادرت الشاشة وتركت الميكروفون، فلا تغضب "يا عم" فإن مكانك محفوظ في قلوبنا.
 
سموه لم يحد، عن نهج والده جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز، وجده الحسين الباني، منذ ان عين وليا للعهد في الثاني من تموز عام ٢٠٠٩م، في التواصل مع المواطنين، فلا توجد منطقة أردنية لم يزرها سموه  "يمالح الناس في بيوتهم، ويمازحهم، ويصارحهم ايضا" يتحدث معهم بعفويته وسجاياه الطيبة، عن سيرة الآباء والأجداد وشمائلهم الكريمة، وكأنه عاش الأحداث بكافة تفاصيلها. 

برز ذلك خلال زيارته، في العشرين من أيار من هذا العام، لمنزل دولة الدكتور عبد السلام المجالي، ولقائه وجهاء الكرك وشيوخها، قال يومها "الكرك كرك اذا قراتها من اليمين أو الشمال" وأشار هنا الى أن هذه العبارة، قالها جده الحسين طيب الله ثراه، خلال زيارته لمنزل المرحوم المشير حابس المجالي في الكرك. 

ولي العهد، يؤكد خلال لقاءاته دائما على ثوابت الدولة الأردنية المتعلقة، في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وخدمة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وعن علاقاتنا الطيبة مع دول العالم، ويلتزم نهج المكاشفة في الحديث عن التحديات والصعاب، التي تعترض طريقنا، وخاصة مشكلتي الفقر البطالة، والبحث عن السبل والطرق التي تخفف منهما . 

سموه مستمعا جيدا، للملاحظات ووجهات النظر، التي تقال أمامه، يحرص على تدوينها، ويعطي  المتحدثين المساحة الكافية من الاصغاء والاهتمام، لإيصال رسالتهم وطرح أفكارهم. 

اما خارجيا، فاننا أصبحنا نتابع بفخر واهتمام الزيارات واللقاءات الناجحة، لسموه مع الملوك والرؤساء والقادة، والتي تجلت خلالها شخصيته القوية، ومنطقه السليم، والصورة الواضحة التي يرغب بايصالها. 

حفظ الله الاردن وقائده وولي عهده وشعبنا الوفي