د. أشرف الراعي
"يعيش الوطن.. ونفنى نحن".. هذا ليس كلاماً بل قولاً وفعلاً يرويه شهداؤنا الأبطال الذين يذودون عن الحمى.. يذودون عن حمى الحق والفضيلة..
يتجولون في الجو صقوراً ليحموا بيوتنا وأطفالنا ويكرسوا دفاعاتنا الجوية وحمايتها واقعاً فرضه الضابط والجندي الأردني ببسالة.. وهام هم شبابنا الذين نفخر بهم يحمون الوطن ويصرون على أن يكونوا سفر فخر لأرضه وسمائه وأهله..
"شهداء" هم لأجل كل شبر ولكل ذرة تراب على أرض الأردن الطهور.. وقد أقسموا اليمين بأن الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه.. بل هو مكان يعيش فينا ويحمينا..
أقسموا بأغلظ الأيمان السماوية أن يبقوا مخلصين للوطن وأن يبذلوا من أجله الغالي والنفيس.. فما وجدوا أغلى من أرواحهم فبذلوها وما استكانوا أو ضعفوا.. بذلوها لأجل بلادنا، وزففناهم شهداء.
بالأمس عانقوا تراب الوطن بحب.. عانقوه كما أحبوا دوماً وغادرونا لرب رحيم.. شهداء وطننا الأبرار الرائد طيار بهاء محمد مصطفى أبو غنمي والرائد طيار بلال مشهور أحمد الشوفيين، اللذان كرسا معاني الحب والتضحية والفداء.. كمن سبقوهم من صقور سلاح الجو الأردني الباسل.. مُستذكرين هُنا الشهداء معاذ الكساسبة وفراس العجلوني وموفق السلطي وغيرهم الكثير ممن حملت قلوبهم حب الوطن أكثر من حبهم لأرواحهم.
إنهم شهداؤنا بهاء وبلال ومعاذ وفراس وموفق وغيرهم .. شهداؤنا الذين يعيشون الوطن حقيقة وواقعاً .. لا أوهاماً ولا أمنيات..
يعيشون بيننا وأرواحهم مُعلقة في السماء بحب الوطن.. يصرون مع كل صباح أن يبروا بقسمهم وأن يعيشوا حبهم للبلاد لحظة بلحظة.. إنهم شهداؤنا الذين نبكيهم.. ونحبهم.. شهداؤنا الذين قرروا في لحظة واحدة أن الأردن يستحق الروح.. وما ضعفوا.
رحم الله الشهيد البطل الرائد بهاء أو غنمي .. والشهيد البطل الرائد بلال الشوفيين .. وتقبلهم في علاه .. وحمى الله وطننا عزيزاً قوياً شامخاً بجيشه وجنوده وصقوره.