عامر الشوبكي
ارتفعت صباح اليوم الثلاثاء اسعار النفط الى اعلى مستوى منذ 12 اسبوعاً حيث لامس سعر برميل برنت 124 دولاراً ، وتخطى خام غرب تكساس الامريكي 119 دولاراً للبرميل . يأتي هذا الارتفاع بعد اعلان المفوضية الاوروبية الإتفاق على حظر 90% من واردات النفط الروسيا الى اوروبا، معززا بضيق المعروض من النفط وضعف طاقة التكرير الانتاجية للمصافي مترافقاً مع زيادة الطلب على البنزين ومؤشرات تحسن الاقتصاد الصيني مع رفع شبه كامل اعتباراً من يوم غد الاربعاء لاغلاقات شنغهاي التي امتدت لشهرين ، مما يرشح اسعار النفط لمزيد من الارتفاعات في الايام القادمة.
اما عن معادلة الرابح والخسارة في اعلان حظر 90% من واردات اوروبا من النفط الروسي، فالخطوة تعد نجاج للاتحاد الاوروبي و يعزز وحدة القرار الاوربي والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة ، ورغم المعارضة الشديدة من المجر على وجه الخصوص الا ان الاتحاد الاوروبي رصد 2 مليار لتهيئة المصافي للتعامل مع درجات نفط مختلفة و لتأمين البنية التحتية لعدة دول لا تمتلك منافذ بحرية، واستثنى القرار الاوروبي الجزء الجنوبي من انبوب دروزبا الروسي والذي يعمل بطاقة تقارب 350 الف برميل يومياً و يزود هنجاريا والتشيك وسلوفاكيا ، ومنح مهلة حتى نهاية العام الحالي 2022 للتخلص من واردات النفط الروسي البحرية والواردات عبر الجزء الشمالي من انبوب دروزبا بمجموع يقارب 2.3 مليون برميل ، تحتاج اوروبا لتأمينها من مصادر مختلفة واسعار مرتفعة مما يخلق ارباكاً مؤقتاً ويعزز معدلات التضخم التي تؤرق الساسة حول العالم، روسيا متضررة بلا شك من هذا الحظر واذا استطاعت توجيه هذه الكمية كاملة الى اسواق اخرى فستكون باسعار مخفضة مما يعني فقدانها قرابة 26 مليار دولارا سنوياً مع تخفيض 30 دولارا على كل برميل ، كما ان النفط العربي سيكون مرشحا ليحل مكان النفط الروسي في اوروبا بعد ان يفقد جزء من مبيعاته الى اسيا.
و يعتبر قرار الاتحاد الاوروبي اول عقوبات اوروبية تمس عصب الاقتصاد الروسي وصادراته الاستراتيجية من الطاقة بالاضافة الى رفع بنك سبير بنك عن نظام سويفت، مما يوحي ببدء مرحلة جديدة من العقوبات، قد يتبعه رد روسي بدأ فعلا اليوم بقطع الغاز عن هولندا قد تتبعها غداً الدنمارك ، وسبق ذلك قطع الغاز عن بولندا وبلغاريا وفنلندا ، مما ينبئ بشتاء غير تقليدي على القارة الاوروبية التي تضع خطط طوارئ في حالة الوقف الكامل لواردات الغاز الروسي، محذرة من أن أي دولة معرضة لخطر الانقطاع من قبل موسكو، فيما تتسابق دول اوروبا لتأمين اكبر قدر من محطات استقبال الغاز المسال العائمة، و تخزين أكبر قدر ممكن من الغاز ، و يتعين عليها بذل المزيد من الجهد إذا كان هناك انقطاع كامل في الإمدادات، قد يتطلب تدابير لتقنين إمدادات الغاز للصناعة.