الملك بين ربعه المعانية،،

د. ضيف الله الحديثات 
في مدينة معان قبلة الدولة وبوابة النصر، مدينة السيف والضيف، مدينة آل هاشم الاولى، حط امس رحل سيد البلاد ورمز عزتها، جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الامين، بين أهلهم وعزوتهم المعانية، ضيوفا أعزاء يفتديهم الشيب والشباب بالمهج والأرواح والغالي والنفيس. 


العلاقة التاريخية بين المعانية، وآل هاشم الغر الميامين، علاقة من عمر الدولة، لم يصفهم الحسين الباني طيب الله ثراه، ب "عظام الرقبة" من فراغ، حيث استقبل جده الشريف الحسين بن علي وجند الثورة العربية الكبرى، احسن استقبال من "شيخ الرايتين" حسين باشا كريشان، ومن آل الشراري والتلهوني وباقي العائلات المعانية، يوم دخلوا معان اول مرة وقدموا لهم العون والمساعدة لتحقيق النصر وإعلاء راية الدولة الاردنية. 


المعانيون لا يعرفون الزيف، وازدواجية الولاء وكلام الرياء، فكان استقبالهم لقائدهم بالهتافات والاهازيج الوطنية، تماما كما هتفوا اول مرة قبل قرن ونيف، وهو التعبير الصادق والاكيد الذي لا يخالطه الشك، على ان الأبناء على عهد الأجداد بالتفافهم حول القائد الرائد وحادي الركب، فأعلنوها بصراحة، بقولهم على العهد يا مولاي معك في الحرب والسلم، وان تبدلت الأيام نحن ما تبدلنا "لما نشوف اللي حوالينا نقول احنا بألف خير" 


زيارات دورية ومتابعات حثيثة، يقوم بها جلالته لمعان وباقي المحافظات الاردنية، فلم يمض عام على لقائه السابق مع أبناء معان، حين تفقد أحوالهم واستمع لمطالبهم، وزيارته امس كما هي دائما تحمل الجديد من بشائر الخير، حيث اكد انه لا رجعة عن الاصلاحات السياسية، من خلال قانوني الانتخاب والاحزاب، وتقوية دور الشباب والمرأة، والسير باصلاحات اقتصادية وادارية. 


اعلن جلالته عن متابعته الشخصية للمشروع المنتظر لسكة الحديد، وذكر ان الأشقاء في السعودية والإمارات مهتمون جدا بهذا المشروع الحيوي، بالإضافة للمشاريع الزراعية الكبرى لتحقيق الامن الغذائي، وطالب ان نفكر جليا كيف أن نضع معان على الخط السياحي، لتوفير فرص عمل جديدة ونحارب مشكلتي الفقر والبطالة، ووجه الحكومة لسرعة إنجاز المشاريع التي تقام في معان، ليلمس اثرها المواطن فورا. 


حالة الرضى والفرح، التي كان يشعر بها جلالته وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، وهم بين أهلهم وعشيرتهم في معان، كانت واضحة وضوح الشمس، وهم يلتقون المواطنين في شوارع المدينة ومتاجرها، ويتبادلون معهم الحديث العفوي الصادق، دون تكلف أو تعقيدات، واكدوا للقاصي والداني ان العلاقة بين الأردنيين، وقادئهم هي علاقة الجسد بالروح، والاب بالابناء والاخ باخوانه.