د. عادل الوهادنة
استشاري الامراض المناعية
لا شكً بان ظهور متحور اوميكرون بشكل عام احدث تغييرا في خارطة الوباء بشكل واضح سمته سرعة الانتشار دون زيادة في الادخالات والوفيات كما كان سابقا ولكن يظل اي مجتمع تكون به نسب التطعيم مازالت غير كافية فان النظر الى التحور اوميكرون بانه سيبقى حميدا فيه نوع من المخاطر يجب التنبه لها
ماذا تقول الارقام في الاردن
اوضحت الاحصائيات بان هناك زيادة بنسبة ١٣٣ بالمئة في الحالات اليومية و١٣٤ بالمئة في نسبة تفشي العدوى مع انخفاض مبشر في عدد الوفيات بنسبة ٧٠ بالمئة وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الانتشار بنسبة ٢١ بالمئة وبنسبة الاصابات لكل ١٠٠ الف مواطن اردني الى ١١٢ بالمئة ان الاصابات المسجلة اكثر في الاعمارفوق ال ١٨ عاما وقد يكون ذلك لنقص الفحوصات جزئيا في هذه الفئة العمرية ولكن مازالت الوفيات وعلى نقصانها النسبي اكثر في الاعمار فوق ال ٤٥ عاما مع وجود امراض مزمنة في غالبيتها العظمى والظهور المتاخر نسبيا للمستشفى
اما عند تقييم وضع التطعيم في الاردن وعلى الرغم من الجهود الضخمة التي تبذلها القطاعات الصحية فان الارقام تدعو العامة الى مزيد من الاقبال ومزيد من التشجيع المدروس من خلال وسائل الاعلام المختلفة علما بانها مقارنة بالمعدل العام في الكثير من دول العالم تعتبر جيدة ولكن مازال التسجيل على المنصة يزداد بنسبة اقل من ١ بالمئة والجرعة الثانية ١،٣ بالمئةًوالجرعة الاولى ١،١ بالمئة على مدى اسبوعين مع زيادة واضحة ومشجعة وصلت الى ١٩،٧ بالمئة في الجرعة المعززة
يكثر الحديث في هذه الفترة عن اغلاق المدارس مقابل اعادة افتتاحها وذلك لظروف المدارس المختلفة ومحاولة التقليل ما امكن من نسب الانتشار بشكل انتقائي كما يجري الان ولكن الدراسات المحكمة الحقيقية والمحاكاة تشير بوضوح الى ان اغلاق المدارس وحده له تاثير ضئيل لان المرض يستمر بالانتشار عبر الاصابات الاجتماعية البديلة وتؤكد الى انه حتى مع الاسترخاءفي تدابير الحد من الاتصال في بقية المجتمع فان اثر الاغلاق المتقطع او الطويل على التحصيل الدراسي اعلى كثيرا من الحد من الانتشار كعامل منفرد
لنعود الى تطعيم الاطفال بالفئة العمرية ٥-١١ والذي مازال يثير جدلا واسعا الا ان الدراسات ذات المصداقية العالية والمحكمة تؤكد على فعاليته ومأمونيته بجرعتين كل منها ثلث الجرعة للبالغين بينهم ٢١ يوما كما انه سيكون له اثر بتقليل نسبة الانتشار وشدة الاصابة عند كبار السن غير المطعمين
وعند الحديث عن الاطفال يجب عدم اغفال الاثار بعيدة المدى مثل متلازمة الالتهابات المتعددة MISC ففي احد المراكز المناعية المتخصصة في الاردن ففي فترة وجيزة تم تشخيص ٥٨ حالة بمعدل اعمار ٨،١ ادخل منهم للعناية المكثفة ١٧،٢ بالمئة والحمد لله لم تسجل الا وفاة واحدة وهذا يعود الى ارتفاع معدل الوعي لدى القطاعات الصحية لهذا المرض والذي قد ياتي باعراض اكثر غرابة
وفي النهاية وخصوصا في هذا المتحور او من سياتي بعده يكون الاهتمام اكثر بحجم الانتشار اكثر من شدته لطبيعة في كثرة التحولات لذا فان من يتم تعطيلهم من المحصنين سواء لخمسة او سبعة ايام (اكثر قبولا) قد يصل الى ٣٥ -٤٢ الفا اسبوعيا لا يذهبون الى اعمالهم مما سيؤثر على سير العمل في القطاعات المختلفة الحكومية او الخاصة في مختلف الخدمات وخصوصا الصحية منها
لذا فان الزامية التطعيم وان كانت عبرة غير مرغوب بها عندنا سيكون هو الحل الوحيد بين ايدينا للعودة الى حياة اكثر امنا فمازالت المطاعيم مؤثرة على اوميكرون ويزيد فعاليتها الجرعة المعززة