أرفض (#ارفض_امر_الدفاع_35)‏

منذ ساعات يتصدر هاشتاغ #ارفض_امر_الدفاع_35 قائمة الهاشتاغات على تويتر في الأردن، وذلك على خلفية بدء تنفيذ أمر الدفاع 35، والذي نص على عدم السماح لموظف القطاع العام أو العامل في منشآت القطاع الخاص بالالتحاق بالعمل إلا إذا تلقى جرعتي مطعوم كوفيد- 19، وعدم السماح لأي شخص تجاوز الثامنة عشرة من عمره مراجعة أي من الوزارات أو الدوائر الحكومية أو المؤسسات الرسمية أو المؤسسات العامة أو الدخول لأي من منشآت القطاع الخاص إلا إذا تلقى جرعتي مطعوم كوفيد- 19.

 

عبر متابعة الهاشتاغ، يمكن تتبع مدى أنانية واستخفاف المعارضين للقرار، ومدى التهافت في طرحهم، وهو أمر محزن في جانب وكارثي خطير في جانب آخر.

فما بين الحديث عن أن اللقاح سام، وأنه تجريبي، وأنه يدمر المناعة، وأنه لا يحمي، وأن قانون الدفاع انتقاص للحرية، وأن هناك مؤامرة غربية إسرائيلية على العالم والبشرية، وأن اللقاح جاء بعقلية إبليسية -إبليس تدخل شخصيا في أمر الدفاع!- وأن اللقاح لا جدوى منه، وأن القرار هو استعباد وفرض للعبودية على الأردنيين.

أحد الحسابات يقول إنه لن يأخذ المطعوم حتى لو مات! وحساب آخر يقدم نصائح للموظفين الذي يطلب منهم عملهم أخذ اللقاح، ويقول لهم لا تداوموا حتى يطردوكم، ولكن لا تستقيلوا!

أيضا ركب الهاشتاغ مجموعة من المعارضجية، الذين وضعوا اللقاح في سياق تدمير المجتمع والمؤامرة على الشعب. أيضا هناك حساب يقول إن الأمر لا يتعلق بالصحة، بل بإجبارنا وادخالنا بنظام تكنولوجيا كجزء من اعادة الضبط الكبرى بالعالم!.

تجاوزت وفيات كوفيد-19 عالميا 5.4 مليون، أما وفيات كورونا في الأردن فتجاوزت 12550 ، ولذلك فإن أي حديث عن أن المرض غير مميت أو وهمي أو مؤامرة هو كلام فارغ.

موضوع أن اللقاح تجريبي أو سام أو لا يحمي كله كلام باطل، ورؤساء الدول وقادة العالم جميعا تلقوا اللقاح، ووفقا لموقع our world in data   تلقى حتى الآن أكثر من 58% من سكان العالم لقاح كورونا، عبر 9.2 مليار جرعة لقاح.

أما موضوع أن اللقاح لا يحمي فأيضا مكذوب، فاللقاحات تقلل احتمالية العدوى بنسبة تصل إلى 95% حسب نوع اللقاح، وتقلل احتمالية تطور المرض ودخول المستشفى والموت.

بالنسبة للمؤامرة الإسرائيلية الغربية، أولا بالنسبة لإسرائيل فأشير إلى أنها طعمت 71% من سكانها، وأنها أعطت الجرعة الثالثة، وقبل أيام بدأت بالجرعة الرابعة لعدد من مواطنيها ولاسيما المعرضين للخطر وأصحاب المناعة الهشة، وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

بالنسبة للمؤامرة الغربية، أميركا منذ فترة بدأت بالجرعة الثالثة، أما هولندا فقد كشفت حكومتها، الخميس، أتها تعمل على توفير 3 جرعات جديدة معززة من لقاح كورونا لمنحها لمواطنيها بحيث يصل إجمالي عدد الجرعات التي يحصلون عليها إلى 6 على الأقل.

وقال وزير الصحة الهولندي، هوغو دي جونج، إن بلاده تعمل على إعداد "ثلاثة جرعات معززة أخرى من لقاحات فيروس كورونا"، حسبما نقلت وكالة الأناضول عن مجلة نيوزويك الأمريكية.

إبليس تدخل شخصيا

مسكين إبليس، الذي نسب لعقليته أحد حسابات تويتر موضوع اللقاحات. فإبليس بالتأكيد مهما فعل ليضر البشرية فلن يفعل أكثر مما أنجزه معارضو اللقاحات، الذين عبر نشرهم للأكاذيب وتخويف الناس، قتلوا الآلاف وربما أكثر، ممن كانوا سيعيشون لو أخذوا اللقاح؛ بدل أن يموتوا بكورونا.

نسبة التلقيح في الأردن لكورونا ليست عالية، فالذين تلقوا جرعتي اللقاح هم 38%، وهي نسب أقل بكثير من أقل نسبة مطلوبة للسيطرة على الجائحة، وهي 70% من المجتمع، وبعض الخبراء يقول إنها قد تصل إلى 80% أو 90%.

فتحت الحكومة مراكز التطعيم، ووفرت اللقاحات بكل سهولة، وبداية كان الأمر يتطلب التسجيل على منصة، ثم أصبح سهلا للغاية، فأنت تذهب مباشرة إلى أي مركز، وتتلقى التطعيم المجاني. والمراكز تعلن يوميا، وتعلن التطعيمات المتوافرة، يعني "خدمة تطعيمات خمس نجوم".

بالمقابل وبكل أسف، فإن نسبة كبيرة من الأردنيين تعاملت باستخفاف، ولم تتلقى التطعيم، وكانت الأشهر الماضية في الصيف وحتى الشهر الماضي فرصة ذهبية لزيادة نسب التطعيم. ولكن عوضا عن ذلك قضاها معارضو التطعيم في معارك وهمية حول قضية فتح المساجد وعقد الحفلات والمؤامرة على الدين وأن الوباء مؤامرة وانتهت حاليا ولذلك لا حاجة للتطعيم، في طروحات غوغائية سخيفة.

هذا الوقت الثمين ضاع، أشهر ذهبية كان العالم فيها -والأردن- في منأى عن سلالات جديدة مثيرة للقلق من كورونا، وكانت درجات الحرارة مرتفعة ولذلك لم يكن هناك ضغط على المستشفيات نتيجة أمراض الشتاء.

وفي نهاية العام الماضي انقلبت الأمور، ظهر أوميكرون الذي وإن كان يُعتقد أنه أقل شراسة من حيث التسبب بدخول المستشفى والموت، إلا أنه أكثر عدوى. وبعدها ازداد الضغط على المستشفيات في العديد من دول العالم، ومع فصل الشتاء وأمراضه، دق ناقوس الخطر. وقبل أيام أكدت منظمة الصحة العالمية أن خطورة متحور أوميكرون لا تزال "عالية جدا".

في الأردن ارتفعت أعداد الإصابات، وهو أمر اضطر صاحب القرار إلى فرض أمر الدفاع 35.

اللقاح ليس انتقاصا للحرية الشخصية، وأصلا أخذ اللقاح ليس حرية شخصية، لأنه لا يتعلق بالشخص وحده فقط، أنت عندما لا تأخذ اللقاح لا تضر نفسك فقط، أنت تتحول إلى ناقل للفيروس إذا أصبت به، فعليا أنت قاتل متسلسل Serial killer .

أيضا يا عزيزي عندما ترفض أخذ القاح ثم تصاب بكورونا وتدخل غرفة الإنعاش، فأنت تأخذ حق ومكان مريض يعاني من سكتة دماغية أو حادث مريع ويحتاج سرير في غرفة الإنعاش ولكنه لا يجده لأنك أخذته.

عدم أخذك اللقاح هي أنانية مطلقة وهنجعية، مثل أنانية إبليس وهنجعيته عندما رفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام.

بالنسبة لموضوع مراجعة المستشفيات فقد أوضح أمر الدفاع أنه " يستثنى من أحكام الفقرة (1) من هذا البند مَن يقوم بمراجعة المستشفيات والمراكز الصحية في الحالات الطارئة".  بالتالي أي حديث عن أن أمر الدفاع يمنع المريض من تلقي العلاج الطارئ هو كذب.

بالنسبة للعلاج غير الطارئ، فنعم، يجب على الجميع تلقي التطعيم. يمكن لأي شخص لديه موعد في المستشفى أن يمر على أقرب مركز تطعيم ويتلقاه ثم يذهب لموعده. إذ يجب أن نحمي مراجعينا في المستشفيات من كورونا، وهذا يكون عبر ضمان أن من يدخل المستشفى قد تلقى التطعيم.

الآن إن كان هناك مبرر طبي لعدم أخذ اللقاح فهذا أمر آخر، وعندها يحصل الشخص على شهادة تثبت ذلك، كأن يكون لديه حساسية من أحد مكوناته أو لديه ظرف طبي معين.

كل من يعارض أخذ اللقاح هو مجرم وقاتل متسلسل، كل من يستغل الجدل في موضع اللقاح بشكل رخيص ولتسجيل بطولات وهمية هو مجرم يساهم في قتل الأردنيين. ويا حبذا لو أن النواب الذين مارسوا المصارعة الحرة قبل أيام، أن يرونا بطولاتهم الآن، وأن يخاطبوا جمهورهم بأن يتلقوا التطعيم دون تأخير.

لقد أضعنا الكثير من الوقت، والآن سلالة أوميكرون وفيروسات الشتاء تدق أبوابنا بجنون، وإن لم نرفع نسبة التطعيم في المجتمع قد نشهد مجزرة خلال الأيام القادمة لا سمح الله.

لذلك أقولها بالفم الملآن: أرفض رافضي امر الدفاع 35، وكل من يرفض أخذ اللقاح دون مبرر طبي، هو مجرم وقاتل متسلسل.