كم انت محظوظة !

محظوظة أنت يا آنستي ، فالتعاطف واسع ونوعيّ مع ركبة بنطالك الجينز "الممزّقة" ترفاً ، محظوظة انت فبنطالك أصبح "تريند"، ويستفز مشاعر الكثيرين ويشتمون شاشتنا بكل لغات الشتائم  التي يتقنونها؛ يااه كم هو  مجرّم ورجعي وغليظ القلب  ومتخلف التلفزيون الذي حرم "ركبتك" من اطلالتها علينا يا آنستي ..
لكن هل تعرفين "ركباً ممزّعة" من نوعٍ آخر؟ مثلاً ركُب الكادحين وراء عيشهم؟ ركب الجاثين لأجل رغيف خبزهم؟ رُكب الزاحفين كل صباح كي يؤمّنوا مصروف أولادهم اليومي؟ يبدو أنني أزعجت عطوفة ركبتك!...

 

محظوظة أنت يا آنسة ،  فالتعاطف مع ركبة بنطالك..كان أكبر وأوسع من التعاطف مع شاب حاصرت أمانة عمّان في آخر حصون عيشه،وصادرت البسطة التي تدبّر أمرها  بالدين كي يعيش ، فاحرق نفسه ورمى جسده المُتعب من فوق الجسور العشرة ، ذاك الشاب كان لديه هذا الصباح رُكب بنطال ممزّقة من نوع مختلف، كان لديه أحلام ممزقة ، وبدائل ممزقة ،لم يكن لديه مقابلة على التلفاز ،ولم يصبح قضية رأي عام، كان لديه هذا الأسبوع واجب أبوي بشراء حقائب مدرسية ،ودفاتر لأطفاله، ولديه التزامات شهرية يسدّ بها ديون "البسطة"..لكنهم اجبروه على الموت..والموت القاسي الساديّ ..فقط لأنه ركبته ممزقّة..

الركب الممزقة ترفاً يا صديقي تلقى تضامناً نوعياً...والركب الممزقة فقراً وجوعاً...لا تجدّ الا القلوب الممزقة..

كم انت محظوظة يا آنسة!.