ماذا يريد الشباب من وزارتهم

في اليوم العالمي للشباب ، تتوجه الأنظار الى مراكز القيادة في إنتظار ما قد يرشح عنها من مخرجات   بأن هذه المراكز  تدرك ما الذي ينبغي منها تنفيذه وبالتحديد الجهات التنفيذية وفي مقدمتها وزارة الشباب، فالمطلوب اليوم وفي هذه اللحظة الراهنة الخروج من دائرة التصريحات نحو الفعل الملموس والأثر المباشر, خصوصاً وأن هذا القطاع في أمس الحاجة لبرامج تنفيذية مباشرة تسمح له بالتعافي وإلتقاط الأنفاس نتيجة الجائحة وتعميقها لأزمات وتراكمات وإختلالات عميقة.

 


الشباب يحتاج أكثر من اي وقت مضى للإطمئنان للقيادات التنفيذية كقدوة يستمد منها عزيمة الإستمرار وعدم الإنكفاء والإستسلام لليأس والقنوط ، إلا أننا أمام  قصور ملحوظ في آداء القيادات الشبابية  من هذا الجانب، وبالنتيجة نجد شاباتنا وشبابنا تائه بل ومشتت تعصف به قيم ومبادئ وافكار قصيرة الامد يتلاقها  من فضاء الكتروني مفتوح وغير منضبط تقوده تطبيقات اليوتيوب والتيكتوك وغيرها وتتحكم بالعقول وتستهلك الوقت , فتارة تاخذهم يمين وتارة تاخذهم شمال، وفي ذات الوقت ما تزال الوزارة أبعد ما تكون عن الإمساك بخيوط و لغة التواصل ، كما نجد أن مبادرات عريضة في الفنون والثقافة والرياضة والريادة والتطوير والبناء تلهث للحصول على مكان لها على خارطة الفعل وتقف في وجهها مؤسسات وجدت لخدمتها وتوفير البيئة الصحية لها لتنمو كمصدر قيمي يحمي بناتنا وابناءنا من ما أشرنا إليه.
 
وحتى لا نتهم بأننا نلعن الظلمات ، دعونا نحاول أن نضيء ولو شمعه من خلال الإجابة على السؤال التالي بشكل واضح وصريح وجريء: ماذا يريد الشباب من وزارتهم ؟


يريدون يا سادة القدوة ،ولا يريدون الوعظ والخطاب الخالي من المصداقية, من حقهم دستورياً على دولتهم توفير فرص العمل, من واجب مؤسساتهم رعاية مبادراتهم وتطوير مهاراتهم ، يريدون وزارة ديناميكية تتنقل من حيز  الشعارات إلى ميادين الإنجاز ،لا يقبلون تغييب عقولهم بالظهور الإعلامي للمسؤولين وهم من يتحسس في كل لحظة أن ذلك بعيد كل البعد عن متطلبات وشروط علاج قضاياهم , يريدون أن تعود الرياضة حق لكل مواطن ضمن منشآت وطنية , يريدون أن يتلمسوا صدقية الروايات التي تحدثهم عن ذكريات الرياضة والتنافس وربطها بالخطط المدرسية ، من حقهم أن تكون المراكز والاندية  حواضن للريادة فعلاً وليس شعاراً مستهلكاً، يطالبون بربط التعليم ومخرجاته بسوق العمل ،يريدون وزارة تراقب وتدرس وتحلل الارقام والنتائج وتبني على أساسه تحركها ، يرغبون بفهم آليات وأولويات تعامل الوزارة مع المنظمات الخارجية  والداخلية ومدى نجاحها في توظيف برامج تلك المنظمات لصالح الشباب في البيئات المهمشة والأقل حظاً.


الأصل ايها السادة أن تشكّل وزارة الشباب صورة القيادة الفاعلة وأن تجسد عملاً مفهوم الموسسة الراعية لإنطلاق أفكار الشباب وطاقاتهم ، بل هي المسؤولة عن تكريس قاعدة مكافأة النشيط وعدم قبول المتخاذل ،هي من يرفع إيمان الشباب بأنهم في وطن يفتح الأبواب للمجتهد ويعطي الملتزم فرصة ،أنظمة حديثة تكافح فيها البطالة المقنّعة .


لنعلق الجرس خصوصاً وأننا جميعاً نعلم عدد موظفي وزارة الشباب ، و نعلم حجم الطاقات غير المستغلة , على الوزارة أن تبدأ بنفسها في تقديم أنموذج الإدارة القادرة على مواجهة التحديات والإستجابة لها.


ما الذي تقوم به الوزارة من اجل تحقيق ذلك ،و أين البرامج التنفيذية ،ما هو اثرها الفعلي، ما هي درجات الرضى وكيف يتم قياسها ؟
انا لا اكتب لغايات الانتقاد فقط ، فنحن جميعا مسؤولون عن هذه  الوزارة ، علينا دعمها وتوجيهها والمساهمة فيها ، فهل من مجيب ؟
وللحديث بقية