ول مصاب اردني بكورونا، ولا احد حاول ان يسال عن اخباره واحواله، واقصد هنا صحيا. مر اكثر من ستة شهور على الحظر الشامل بعد الاعلان عن اول حالة اصابة بكورنا اردنية في 12 من شهر اذار الماضي.
و السيناريو التالي كان فرض حظر تجوال شامل على عموم المملكة. ومعدل الاصابات اليومي بقى يتراوح بين عشرة الى عشرين وثلاثين في اسوأ ايام الوباء.
بقى الناس ملتزمون ومحافظون على قرارات الحظر ومنع التجوال. واستقروا في بيوتهم على مضض، واكتفوا لشهور يراقبون العالم من النوافذ، يتفرجون على الربيع والشمس، والدنيا من وراء حجاب، وتحولت المدن الى اشباح، منع تجوال يطبق بصمته على ضجيج المدن الصاخبة والثائرة بحركة الناس اليومية.
صور لا تغادر الذاكرة. ومحوها كما يبدو مستحيل. يوميات الحجر. واخبار كورونا التعيسة والسيئة. والحرب اليومية النفسية مع فايروس لعين يسل اسلحته لكي يحرمنا العيش والحياة. والرغبة بمقاومة كورونا تحديا بحب الحياة والناس والفرح والسعادة.
كورونا في الموجة الثانية المعاشة حاليا وصلت الى الذروة في تسجيل اعداد الاصابات يوميا. لا تستغربوا ان اعلن يوما عن تسجيل الف اصابة واكثر. بلدات كثيرة الان موضوعة تحت العزل التام، والغاء نظام عزل البنايات واجراءات جديدة في التعامل مع العائدين من الخارج الغت الحجر المؤسساتي والفندقي واستبدلته بالحجر المنزلي ولمدة اسبوع فقط.
خيار» الحظر الشامل « تبدد مهما كانت تطورات الفايروس. وفي السياسة الجديدة المتبعة مع الفايروس يبدو ان العودة الى الحياة الطبيعية حتما هو حل لا منافس له. ومن يريد ان يفرض خيار الحظر الشامل ليوفر بديلا لوجستيا واجتماعيا ومعيشيا واقتصاديا لشرائح وقطاعات اهلكتها كورونا.
حتى تجربة عزل المناطق المتبعة لو يجري مراجعتها في ضوء سياسات التعامل مع الوباء، وقياس مدى نجاعتها وقائيا وصحيا. خيار مرهق ومنهك للجيش والامن العام. وفي مناطق خضعت سابقا للعزل لم يؤدي الى منع تفشي الفايروس. ولجنة الاوبئة تتحدث عن مصادر مجهولة للفايروس، وانها فقدت السيطرة على حصر مصادر الفايروس، وما ادخلنا في مرحلة التفشي.
التفشي في تاريخ الفايروسات ليس خطرا على صحة وسلامة الانسان. بل سيكون بداية النهاية للفايروس. وفي تاريح الاوبئة فايروسات كثيرة اختفت بعد ان تفشت اجتماعيا وفقدت قوتها وتكييفها وصلابة تكوينها الجيني وسقطت امام المقاومة المجتمعية الجماعية. تفشي الفايروس يفقده الكثير من الامكانات الجينية الصلبة والمنيعة.
فمن زواية اخرى، فكل ما اعلن اردنيا وعالميا عن اعداد مرتفعة من الاصابات اليومية فانه يبشر خيرا في قرب رحيل وموت ونهاية كورونا سيئة الذكر. وفي كل ما يحكى عن كورونا ماذا نملك في مواجهة الفايروس غير التباعد الاجتماعي والتعقيم ولبس الكمامة، وهي اجراءات بديهية من الواجب الالتزام بها حتى لو ان كورونا قد اختفت وماتت، ولو يجري قوننتها بتشريعات صارمة وضابطة وملزمة.
العودة الى حكاية المصاب بكورونا ضرورة طبيا وعلميا وصحيا. لربما ثمة ما يبعث على الامل والثقة والايجابية. وهذا هنا، من مسؤولية وواجب الاطباء وعلماء الفايروسات والاوبئة في كليات الطب والمختبرات.
صدقوني مهما بلغت كورونا من قسوة في افساد عيشنا اليومي. فالحياة اقوى، وكن من المؤمنين بالحياة. فلا يقلقكم خبر كورونا. وكنت نصحت في مواضع كتابة سابقة الحكومة بالغاء الموجز الصحفي التلفزيوني واستبداله بموجز ورقي مكتوب لنتخلص من تابو كورونا، والرعب اليومي وليد الصورة التلفزيونية والتصريحات.