يا لها من فوضى عارمة تغرقنا بها منصات التواصل الاجتماعي باختلافها وتنوعها، وخاصة مع الازمات المتتالية التي نعاني منها، والتي تؤثر بنا وعلينا. وبما اننا أصبحنا شبه مدمنين على المتابعة والتواصل مع بعضنا عبر السوشل ميديا، ونعاني من كم الاخبار والتعليقات والمشاركات ...، والتي تحاول ان تتحلى أحيانا بالمصداقية والموضوعية والشفافية، وخاصة بوجود وحضور لا حصر له ما يطلق « صحافة الشارع او صحافة المواطن»، وأحيانا أخرى من قبل ذوي الاختصاص في مجال ما ... . والذي يدهشني في ظل هذا الانفتاح وسهولة الوصول الى الحقائق والتأكد من مصداقية المادة الصحافية او الإعلامية، إلا ان بعض الجمهور المتلقي والمتابع لهذه المنصات يصدق ما يتم تداوله ونشره دون التحقق من مصداقيته، والمصيبة الأكبر انه يشاركه ويتبناه ويدافع عنه. وتكثر هذه الظاهرة السلبية عند بعض المجتمعات او داخل جماعات او افراد، وكأنهم لا يتحملون المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وخاصة عند وجود ازمة او صراع، وكأننا نعاني من عطش نريد ان نرتوي. وننسى كل قيمنا ومبادئنا ومواطنتنا وسلوكياتنا والافتقار الى الاتزان والمسؤولية، وذلك لأننا نريد ان نظهر اننا فاعلين ومؤثرين ولو بشكل يسيء للآخر او حتى للوطن ولأنفسنا بالدرجة الأولى. ايعقل أن الفراغ بأنواعه « العقلي، النفسي، الأيماني»، وضعف استغلال الوقت الذي لا يعوض يجعل المرسل القيام بأعمال كـ « النشر او المشاركة، ...» دون الإحساس والتفكير بالعواقب والنتائج. وإذ تظهر لنا مقدار ضعف النفس التي يعاني منه، واستغلاله للمنصات لبث سمومه ونشر التفاهات التي لا تقدم ولا تؤخر سوى الإساءة. لمَ لا نفكر ونعطي أنفسنا الوقت الكافي، ونبذل الجهد الفكري، ونبحث عن الحقيقة من مصادر متعددة لاحترام ذاتنا والاخرين؟. ولنبتعد عن التعنت بالرأي والصلابة الكاذبة، وبالعكس تكون صلابتنا ومواقفنا مبنية على الحقائق والدلالات بأنواعها. ولنكف عن الكلام والجمل المتداولة الغير نافعة وهي عديدة ومستفزة ولنعد الى رشدنا المبني على علمنا وايماننا وقيمنا. ولنحكم ضمائرنا.