«البقاء للاقوى والاكثر تكيُّفا» من عامود افكار نظرية دوارين في الحياة ونشاة الكون والطبيعة . هذا هو شعار اغلب مرشحي الانتخابات النيابية، وكما يبدو فانها تدار وفقا للمنطق القديم.
المعركة ليست بين قوى سياسية ومجتمعية، انما معارك داخل «الافخاذ والخمسات» على طرح مرشحيها للانتخابات، وتسويق ترشحهم لنيل اجماع ولو شكلي يقدم كـ»ورقة غوار « تقوية فرصة الفوز بالمقعد وتبريرها.
اين تخفتي قوة المجتمع السياسية في لحظة الانتخابات، وعند الوصول الى صناديق الاقتراع تتبخر؟ ثمة راي عام وليد لازمة كورونا وقبلها طفا على السطح، ويعبر عن رغبة شعبية وطنية بابعاد قوى ومراكز تقليدية سياسية عن المشهد السياسي والانتخابي تحديدا، وعدم السماح لهم او منحهم فرصة ليعودوا الى البرلمان وغيره من مطابخ القرار.
مرشحو البزنس والمقاولات والمال السياسي والعطايا، والتنفيعات هم من افسدوا الحياة السياسية الاردنية، واوصلوا العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة الى الهاوية والحضيض، ومن اساؤوا الى سمعة السلطة التشريعية ولطخوها بالاتهام السياسي والتشريعي والرقابي، واوقعها في وحل ومستنقع الاتهام، ولذا لابد من اجراء الانتخابات النيايبة في موعدها الدستوري المقرر لانقاذ السلطة الدستورية الاولى في البلاد.
وكل ما نسمع عن حملات انتخابات نيابية سابقة لمرشحين تبين انها حقيقة، نائب كلفه المقعد مليون دينار واكثر. معركة فلوس ودنانير، تخرج من خانة عشرات ومئات الاف نحو الملايين. استثمار عائلي يدفع الرخيص والثمين والغالي، بحثا عن امتيازات وارباح وحجز مقعد في مراكز النفوذ الخفية.
الاسلحة الانتخابية تبدا بالمال اولا والتحالف والدعم، ومن ثم استخدام مفاتيح انتخابية، والعبور الى جيوب الناس من خلال الجمعيات والمراكز الاجتماعية والخيرية، ومن الاسلحة ايضا الخفية استخدام ورقة النفوذ والعلاقات السرية، وتحريكها للضغط وتسليك الممرات والمعابر العالقة والصعبة والعسيرة.
هذه من صور الانتخابات وصراعاتها، وكيف يحسم البعض الفوز والمرور لمجلس النواب ؟ وهكذا يمتص المشهد الانتخابي، وتقتل السياسة في بلادنا. ومن لا يملك سندا وظهرا لا يترشح للانتخابات، وثمة عبارات اخرى يرددها مواطنون وتندلق على الالسنة العامة لا يسعني ذكرها.
حماية الانتخابات، واسترداد السلطة التشريعية وانقاذها يجب ان يكونا القوة الخفية التي تحرك بشكل حاسم وداعم الانتخابات الحالية. في رصيدنا الاردني عناصر قوة سياسية قديمة وانية. الاردن من اقدم الديمقراطيات العربية والشرق اوسطية، واول حكومة برلمانية للراحل سليمان النابلسي كانت في 57، وسنوات ما بعد ربيع الديمقراطية الاردنية في 89 انتجت قوى وشرائح الى الشارع السياسي.وهل ستكون انتخابات 2020 صانعة للمفاجآت؟ واعترف ان هذا ما أراهن عليه.