لقد زاد استخدام الناس للانترنت ولوسائل التواصل الاجتماعي وأصبح لدى كل شخص تقريبا تجاوز سن الثامنة عشرة وسيلة الكترونية يستطيع من خلالها التواصل مع الاخرين وحساب للتواصل عبر تطبيقات مألوفة في منطقتنا أشهرها الواتس اب والتويتر والفيس بوك ومنصته المشهورة للتواصل ( الماسنجر ) وبهذا يكون الافراد قد تجاوزوا مرجعياتهم السلوكية من اسرة ومدرسة ومجتمع، وعادوا الى مرجعياتهم الشخصية والتي تعبر عن الهوى والنفس والتي عادة ما تكون منطلقة من التحكم بالنفس وبحب المال والجنس والرغبة في ايقاع الاذى بالاخرين والثأر منهم والتنافس غير الشريف في موقع اجتماعي او سياسي.
وفي حالات كثيرة تكون هذه الوسائل هي مساحات امنة يعبرون منها عما يختلج نفوسهم خارج العادات والتقاليد السلبية ويمارسون حقهم في التعبير عن انفسهم بشكل ايجابي حينما تكون المنطلقات التربوية ناجعة، الا ان هناك من يبثون طاقة سلبية عبر هذه الوسائل فيتضرر الاخرين واكثر من يتضرر المرأة وهذا لا يعني ان الرجل لا يتضرر نتيجة هذا الانسياب الالكتروني وسنعمد ان نسمي الاعتداء عبر هذه الوسائل نفسيا وجسديا وعاطفيا بالتنمر الالكتروني .
إن التنمر الاكتروني صار ظاهرة اجتماعية يدرسها طلبة علم الاجتماع وعلم النفس ويتضرر منها المجتمع بكليته خاصة بعد تطور القرصنة الالكترونية نتيجة تطور التحول الرقمي، حيث يتمكن المتنمرون من الوصول الى الحسابات الالكترونية والبريد الالكتروني والهواتف المتصله عبر الانترنت وهذا ما يجبر المتضررين ان يدفعوا المال وربما أكثر من ذلك في سبيل السكوت على الملفات التي صارت لدى المتنمر بعيدا عن علم ذوي الامر من ازواج واباء واشقاء، او بعيدا عن فضائح الاسر والمجتمع للذكور الذين تمكن احد المتنمرين او المتنمرات ان يقوموا بتصويرهم باوضاع فاضحة وهذا يحدث كثيرا لدى الشباب حيث يعرض جسده او جزء منه للمتنمر الذي يقوم بعمل حساب انثى مما يعمل على ابتزازه بالمال، وأيضا هناك بعض المتنمرين يقومون بارسال صور فاضحة ومقاطع مخلة بالاداب والسوك لفتاة او شاب كنوع من التحرش الجنسي والسكوت عن الرد من الضحية لا يعفي المتنمر من العقوبة وملاحقته قضائيا، وهناك أعتداءات على مواقع حساسة عسكرية واقتصادية واجتماعية يمارسها الافراد والمنظمات والدول، حتى أن بعض الجماعات تمارس عرض بعض الفيديوهات والمقاطع الفلمية الممنتجة بشكل منظم للتأثير على الناس وأرعابهم عبر حسابات الكترونية مرتبطة بأماكن مجهولة تتغير باستمرار، ولا تكفي كلمات المرور والتحقق من حماية الاشخاص الضحية أذ يستوجب الاهتمام بالمنظومة القيمية والمرتبطة بالدين وبعادات المجتمع وسلوكياته لحماية انفسهم، أما المتنمرون الذين يعملون على بث الاشاعات، وقتل الشخصيات العامة ببث الاخبار التي تلحق بهم ( أي الشخصيات العامة وغيرهم ) فإنهم على مرمى غير بعيد من وسائل الدفاع الالكتروني في الدوائر الحكومية وعلى الحكومات بواسطة اقسام الجرائم الالكترونية بالتعاون مع دوائر تنظيم الاتصالات من الوصول اليهم وتقديمهم للعدالة حيث من الواجب ان تنتظرهم عقوبات مغلظة لتطهير الفضاء الالكتروني مما يعكره ولدفعه ( أي الفضاء الالكتروني ) الى إيجابية اجتماعية واقتصادية وسياسية ترتقي بالفهم الحقيقي للحياة وتجعل منا عناصر فاعلة للدفع بمجتمعنا والمجتمعات الاخرى الى عصر أكثر نضجا وايجابية.