طلاب الثانوية العامة التوجيهي « بمختلف التخصصات انهوا العام الدراسي، وينتظرون اعلان النتائج الذي لم يحسم موعده بعد.
هذا العام الدرسي بلا شك كان مختلفا وصعبا. من الحجر الصحي والتعلم عن بعد، وتداعيات كورونا وتوابعها، وما اثقل النفوس قبل الاجساد من تعب وقلق.
وطلاب التوجيهي والعموم كانوا مكونا شريكا الى جانب الاسر والعوائل في تحمل المعاناة والظروف الاستثنائية للوباء الكوني.
ما اريد التحدث عنه ليس كورونا وتوابعها. ولا اجد فرصة لاي مناسبة لكي اتحدث عن التعليم الذي نريد، وتعليم المستقبل. وماذا يحتاج الاردن الجديد من التعليم؟
في غمرة كورونا ودونها الاهل يضغطون على ابنائهم لكي يحصلوا على معدلات عالية، ولكي يدخلوا كليات الطب وطب الاسنان والهندسة، والقانون. دروس خصوصي، وكورسات، ودوسيات للمواد.
نعم، التعليم في المجتمع الاردني وسيلة للارتقاء الاجتماعي والتحول الطبقي. ولكن ما يجري الان في العملية التعليمية بات معكوسا ومقلوبا. التعليم لم يعد ينتج مواهب ومتميزين، تكدس بالاعداد والخريجين، وبمعدلات عالية.
كل الطلاب يريدون دراسة الطب والهندسة، والقانون،و يساندهم اولياء الامور. فهل التمييز ينحصر هنا، وفي تلك التخصصات؟ كورونا، لربما هي فرصة لكي نتخلص من عقلية التعليم التقليدي، وتعزيز الايجابية والثقة نحو المهن والحرف اليدوية، مهن يحتاجها سوق العمل الاردني، ومازالت في نظر الاردنيين ناقصة اجتماعيا ونفسيا.
ولننظر الى العمل من زوايا مختلفة. ما عاد يمكن البقاء على عقلية تحتقر وتستخف بمهن صناعية وسياحية وخدماتية.معدل البطالة في الاردن ينفجر واذا ما الظروف والاوضاع الاقتصادية والمعيشية بائسة ومحبطة قبل كورونا، فما بالكم الان !
فني هايبرد وصيانة سيارات، فني ستلايت افضل من تخصص هندسة لا يجد فرصة عمل، وخريج جامعة لا يفقه من الهندسة «الف باء «. من ارقام البطالة والفقر، وجيوش الخريجين فالامر ما عاد يطاق في الاردن.
التعليم والعمل بحاجة الى ثورة بيضاء. الافراز السلبي ينتج جريمة وانتحارا مجتمعيا جماعيا. اجيال مسلوبة من طاقتها، ونخرتها المخدرات والافكار العصبية والجاهلة.المجتمع يمر بانتكاسة، واختلالات بنيوية عميقة في العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة، وحماية الكينونة.
بعض المضاربين في السياسة، لا يشعرون بما يخنق العامة. وما يؤدي الى اقدام شاب الى حد الانتحار، وشاب اخر الى قتل والدته واخوانه واخواته.
من الاقتصادي الى الاجتماعي حيال الطابع العام للاردن فقد تغير عاموديا وافقيا. الجدل حول الفقر لم يعد محصورا بمقدور من يملك قوت يومه ام لا ؟ انما بما يولد في النفوس من احتجاج ورافضية وشعور وليد بالظلم والغبن.