عبدالحكيم الهندي
عندما نتحدث عن المؤسسات الوطنية الأردنية،تقف أمام صرح أردني عملاق،اتخذ على نفسه عهداً وقسماً غليظاً بحماية أمن الأردن والأردنيين من أي طارئ أو تهديد أو ضائقة،المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، هدية ملكية عظيمة وإنجازاً مشرفاً يضاف إلى إنجازات شيدت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه،وتمثل فيه جهد مخلص من مخلصين أوفياء من أبناء هذا الوطن.
في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 2008 وفي رسالة ملكية سامية إلى صاحب السمو الملكي الأمير علي ابن الحسين المعظم كانت الانطلاقة لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة، والتي اعتبرت ضرورية وطنية ملحة تهدف إلى تمكين الأردن من التكيف مع الظروف الاستثنائية والمخاطر حال حدوثها لا قدر الله،ورافداً لباقي مؤسسات الدولة الأردنية وشريكاً لها في الإشراف والتخطيط والتنفيذ.
في حضرة العظماء والقادة الكبار تقف الكلمات عاجزة عن وصفهم، أنهم رجال وقفوا في وجه التحدي، يمسكون في أيديهم وبقوة سارية العلم فهم جند أبا الحسين، ويخطون في أوراقهم فكراً وعلماً يدرس لأجيال وأجيال،يعملون بصمت واتزان، وفي قلوبهم هوى الأردن بلا منازع، شعارهم مزيج من حرص وحب وعشق وخوف على الأردن والأردنيين،قدرتهم العالية وسعة أفقهم والكفاءة العالية التي يتمتعون بها جعلت كل من يتعامل معهم أو يقترب منهم يشعر بأننا بخير، والأردن والأردنيون بخير وأمان،وأننا نتجسد شعار بلد الأمن والأمان بأنفاس هؤلاء الرجال الأفذاذ.
من غير المفاجئ ولا المستغرب بناءاً على منهجية العمل العلمية والأكاديمية المتبعة في هذا الصرح المميز، أن تجد هناك دراسات معمقة أعدها المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات قبل ثلاث أعوام تتحدث عن خطر وباء قد يشكل خطراً وتهديداً لحياة الأردنيين، وتجد خطط جاهزة للتعامل معه وسيناريوهات معدة مسبقاً لمواجهته ضمن بعد استراتيجي وتخطيط منظم في إدارة الأزمات، عندها تعلم انك في وطن لا خوف عليه،وطن قائده عظيم يمتلك من البصيرة والرؤية الثاقبة واستشراف الأحداث،وطن جنوده أوفياء يمتلكون من المعرفة والدراية والعلم والتخطيط، هذا الوطن بلا شك أردن العظمة والمنعة والأنفة.
منذ بداية الأزمة الحالية -أزمة جائحة كورونا -واستلام المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات هذا الملف بتشاركية عالية مع مؤسسات الدولة الأردنية،تجسدت روح الدولة وقدرتها في التعامل مع المخاطر الجسام،وامتزجت فيها قدرة الإنسان الأردني الواعي المثقف صاحب الخبرة والحنكة في التعامل مع تفاصيلها، وربط أحداثها، والإمساك بخيوطها،فكانت الأحداث العالمية تتوالى،والأردن يحقق انتصاراته المتتالية بأيدي نشامى المركز الوطني وإدارة الازمات،نعم كانوا في ذلك الصرح أبطالاً يقفون من وراء شاشاتهم وأجهزت الإتصال والتحكم يديرون الأحداث بحكمة العارف بالنتائج وبهدوء الواثق بأهدافه،فكانت رسائلهم هادفة متزنة ليس فيها إثارة أو ترهيب، بل كانت رسائل اطمئنان بعيدة عن بث مشاعر الذعر والخوف، تتوخى الدقة والاحترافية في المضمون والمحتوى، فكانوا رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
هؤلاء الفرسان شكلوا خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات،بصبرهم العميق وحكمتهم البالغة وعملهم الدؤوب والمجد في الليل وفي النهار استطاعوا أن يعبروا بنا وبالوطن إلى بر الأمان،فكل الاحترام والشكر والتقدير إلى نشامى هذا الصرح الوطني العظيم،والذي أصبح محط فخرٍ واعتزاز وإحترام الأردنيين جميعاً، وأحر مشاعر الاعتزاز إلى سيدي صاحب السمو الملكي سمو الأمير علي بن الحسين المعظم على قيادتكم الفذه لهذا الصرح الوطني الرائد،وما هذا الفرح الوطني الغامر بما حققه الأردن من تجاوز سلس وهادئ لهذه الأزمة ما كان ليتحقق إلا من خلال هذه السواعد القادرة، والعقول النيرة والخبرات العلمية والأكاديمية والعسكرية والمدنية التي شحذت الهمم ورفعت المعنويات.
ها نحن اليوم نقف على أعتاب انتصار يضاف إلى انتصارات أردنية مشرفة،كنا فيها صفاً واحداً جميعاً خلف القيادة الهاشمية الحكيمة كما عهدتمونا وسنبقى جميعاً جنوداً أوفياء وحماة لهذا الوطن الغالي،كنتم مولاي في الطليعة في هذه المعركة مع هذا الوباء، مدافعاً عن حياة الأردنيين وصحتهم وفي مواجهة تهديد شكل خطراً على حياتهم،وما كانت كلماتكم يا مولاي إلا بلسماً شد من أزرنا ورفع معنوياتنا، ودفعنا إلى المزيد من العمل والعطاء.