الاقتصاد بين «التفاؤل» و«التشاؤم» لفيروس «مستجد» و«يتجدد» !! عوني الداوود

عدد الاصابات بفيروس كورونا في العالم ناهز حتى يوم أمس نحو ( 10 ملايين ) اصابة، وعدد الوفيات يقترب من ( نصف مليون ) وفاة، ويوم أمس ايضا حذرت منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد قالت إنه ربما يكون أكثر شراسة، على غرار الانفلونزا الاسبانية، التي أودت بحياة أكثر من( 50 مليون ) شخص في عام 1918.  منظمة الصحة العالمية قالت ان المضي قدما باجراء فحوصات واختبارات للوصول الى لقاح لمعالجة فيروس كورونا يحتاج الى ( 30 مليار دولار ).. وأكثر التقارير العالمية تفاؤلا تقول إن التوصل الى لقاح قد يحتاج من عام الى عام ونصف تقريبا.. وهذا ما يتوافق مع تصريحات سابقة لمنظمة الصحة العالمية أيضا من ضرورة التعامل مع فيروس كورونا على أنه باق و»أمر واقع». ربما هذه التصريحات لا تضيف جديدا للوضع المأساوي لما أحدثته وتحدثه جائحة كورونا في كل دول العالم، لكن الجديد ما أحدثته هذه التصريحات لمرجعية عالمية في حجم منظمة الصحة العالمية من تأثيرات على الاقتصاد العالمي بدأت بارتفاع اسعار الذهب والنفط عالميا، ولن تنتهي عند توقعات صندوق النقد الدولي منذ يومين بارتفاع انكماش الاقتصاد العالمي الى( -4.9 % ) بدلا من توقعات سابقة بنحو (-3 %) العام الحالي. حسابات «التفاؤل» و»التشاؤم» منذ بداية الجائحة كانت تميل للتشاؤم في الشهورالثلاثة الاولى من الجائحة ومتفائلة في النصف الثاني من العام 2020، اما الآن فلم يعد الوضع كذلك فلا زالت التوقعات تزداد تشاؤما حتى نهاية 2020، مع تفاؤل للعام 2021. المشكلة ان الاقتصاد العالمي بات يسير على توقعات «التفاؤل والتشاؤم» دون الاستناد الى رؤية واضحة، لان العالم يسير نحو المجهول، في ظل غياب رؤية لموعد الوصول الى لقاح لفيروس «مستجد» و «يتجدد»، ولذلك قررت معظم دول العالم - حتى الأكثر انتشارا في الوباء - فتح القطاعات والمطارات بغض النظر عن النتائج، لانها لم تعد تقدر على مواجهة ارتفاع الكلف الاقتصادية التي باتت لديها أعلى و أغلى بكثير من حياة البشر !! وبات الخطر الاكبر الذي يواجه القارة الافريقية - على سبيل المثال - هو «الموت جوعا» أكثر وأخطر من الموت بفيروس كورونا.  من هنا ندرك - ولله الحمد - ونحن نتابع ما يجري في العالم الحنكة والحكمة التي وجّه بها جلالة الملك الحكومة، وكافة الجهات العسكرية والامنية والصحية وغيرها لاتباعها انطلاقا من أن «الانسان أغلى ما نملك».. ومن هنا ندرك أهمية الحفاظ على ما تحقق من نتائج وعدم السماح بالرجوع خطوة الى الخلف، ومن هنا ندرك أهمية تحقيق الرؤى الملكية في «الاعتماد على الذات» في مرحلة الكل ينادي فيها «بلدي أولا» ..لذلك يجب أن نبقى أكثر حذرا واكثر اعتمادا على الذات باعادة تنشيط مواردنا وزراعتنا وسياحتنا وصناعتنا، وحتى استثماراتنا الداخلية، لاننا نملك مقومات النجاح التي لطالما حوّلت التحديات الى فرص، ليخرج الاردن من الجائحة بإذن الله اكثر قوة ومنعة.