الشَّبابُ هُم رأسُ المال البشريّ الذي كان ولا يزال عنواناً لثروتنا الوطنيّة الحقيقية؛ فالأرقامُ لا تكذبُ أبداً، وعندما نسلّط الضّوء على الشباب فإنّنا ندركُ أنّ ما يقارب 70% من سكان أردنّنا الغالي هم ضمن الفئة العمرية دون الثلاثين عاماً. هذا الواقع الواضح يجعلنا أكثرُ انتباهًا ويقظة لنكون مستعدين للمستقبل من خلال إعداد الخطط وشدّ الهمم والعمل الجاد بأمانة وإخلاص.
عندما اختلطت أوراق العمل الشبابيّ من خلال بعض البرامج التدريبية التي تكرر نفسها بمسميات مختلفة ضمن مجالات الريادة والابتكار، وإصدار بعض الدراسات البعيدة احيانا عن أرض الواقع لكسب التمويل أو لمصالح شخصية بعيدة عن مصالح الشباب والوطن، لقد جاءت التمويلات لتساهم في تحقيق التنمية وتوفير فرص التدريب والتشغيل لشبابنا، فتبددت أحلامهم بين الوعود والصّوَر الوهميّة وتقديم الأفكار والمقترحات لتضيع احيانا جهودهم وابداعاتهم.
نعم فقدنا نحنُ الشباب الثقة بكلّ هؤلاء وأصبح واجباً وطنياً علينا أن نُغلق الأبواب أمام هذا الوهم وننسف جسوره، ونحرص على تحري الصدق والأمانة بالأقوال والأفعال.
الاستثمارُ الاجتماعيّ فُرصتنا...
لقد تعاهدت كوكبة من شباب الوطن أصحاب الخبرات والتجربة في العمل الشبابي، أن يكون هدفهم إعادة بناء منظومة التكافل الاجتماعي لتوفير فُرص تنموية حقيقية للشباب،حيثُ انطلقوا من خلال منظمتهم مفاتيح للتنمية المستدامة وهي غير ربحية لتكون بوابةً للعمل الحقيقي لكلّ ما يحلمون به من أجل تعظيم رأس المال البشريّ وتجسيد مفهوم التنمية والتطوير ضمن مشاريع الاستثمار الاجتماعيّ الذي يخدم الشباب ويطوّر من الفُرص التنموية الحقيقية لهم ولأقرانهم في جميع محافظات المملكة.
ما هُو الاستثمار الاجتماعيّ ؟!
أهمُّ ما يميّز هذا النوع من الاستثمار هو العائد الاجتماعيّ المباشر وغير المباشر، سواء بما يتمثل في ايجاد فرص وظيفية للشباب، وتشغيل وتطوير للقطاع الخاصّ بمختلف المجالات، إضافةً للعائد المادي الذي يضمن استدامة العمل التجاريّ والتنمويّ.
نعم، ففي هذا المجال لا قروض، ولا تسديد بفوائد بنكية، أو حتى لا يوجد فيه تقديم كفالات أو ضمانات، فكلّ ما نحن بحاجته كشباب هو الايمان بقدرات الشباب ومدّ يد العون لهم من خلال الاستثمار في أفكارهم الريادية المتميزة ومشاركتهم الربح والخسارة.
هذا كلّه يجعل الشباب في تحفيز دائم ودعم حقيقيّ، وبذلك تبقى عجلة التنمية بعزم الشباب والثقة بالنفس، فيبارك اللّه - عزّ وجلّ-الجهود الصادقة ويبارك بالوطن وأهله.
من هو المُستثمر الاجتماعي ؟!
هو كل واحد منّا ومنكم، يؤمن بأنّنا شُركاء في الوطن الكبير المعطاء، هُوَ القادرُ على تقديم مبلغ من المال كشريك لتطوير مشروع يساعد شبابنا على العيش بكرامة وينهض بالإنتاج الوطنيّ في كافةِ المجالات.
حتى لو كان المبلغ بسيطا فإنّنا نستطيع أن نقوم بتطوير مشروع صغير في جميع محافظات المملكة، فالمخلص اليوم لوطنه يجب أن يحمي مستقبل أبنائه بالتخطيط معهم للقادم من تحديات كبيرة تواجهنا وتواجه الأجيال القادمة.
كثيرةٌ هيَ الدّول التى نهضت من رماد الحروب والكوارث، خاصة عندمت أدركت ان الحلّ الوحيد هو استثمار ما يملكون وينتجون دون الحاجة للآخر، مثل تجارب البرازيل ورواندا وغيرهما على امتداد تاريخ البشرية.
نحنُ اليوم أمام تحدّ مجتمعيّ، فإمّا نكون أو لا نكون، وبإذن اللّه فنحنُ قادرون؛ لأنّنا في الأردنّ الذي ليس كمثله أحد من شعب متماسك وقيادة حكيمة.
شبابنا ثروتنا وفيهم قوتنا، وبالاستثمار الاجتماعي تكون فرصتنا، حمى اللّه الأردنّ ومليكه وعاش الشّباب