تمسك الاردن بمعايير الوقاية المٌكلفة رغم الوضع المالي الذي زادت جائحة الكورونا من خطورته سيبقى مصدر فخر للجميع رغم كونه للعديد مصدر قلق، إذ أثبت جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله تمسكه بالمواطن أينما كان، مما جعلنا جميعا نشعر بالظل الهاشمي الذي لا يستطيع أحداً منا العيش بعيدا عنه، فمن المعروف أن الاردني مهما طالت إقامته خارج البلاد يبقى دائما الرجوع الى الوطن هو الهدف الأسمى له، وما جعله يتحمل الغُربة هو الوضع الاقتصادي والمعاشي لحياة أفضل.
جائحة الكورونا وضعت الاردن بعجز مالي لا يستطيع ان يتحمله وحده، فتكاليف الوقاية من هذه الجائحة مُكلفة تماما كالعلاج منها وإن كان في الوقت الحاضر يقتصر على علاج قد يكون تقليديا لحين اكتشاف المطعوم، بجانب ما أضحى الاردن به من استقبال ثاني أكبر لجوء في تاريخه الحديث وهو اللجوء السوري متحملا الجزء الاكبر من أعباءه وحده، بمساعدة اصدقائه وحلفائه المتوسطة مقارنة بقدرانهم على تقديم أكثر مما قدموه وبالمزيد من الالتزام.
لم يستغل الاردن اي ظرف ولم يعمل على تجنيد أي موقف كما تفعل العديد من الدول، إذ تصدى بكل ما امتلك من قوة واخلاص في العمل لكل ما عصف به من اوضاع رغم أنه لم يكن يوما جزء من أي صراع بل بالعكس كان دائما سفينة السلام ويد العون.
و الان وما يشهده العالم من معاناة جراء الكورونا تستغل اسرائيل الوضع العام لتكشف عن نواياها بضم غور الاردن، رغم تحذيرات المحافل المنية الرفيعة المستوى من التداعيات الخطيرة المترتبة على ضم «إسرائيل» لمنطقة الأغوار، على مستقبل اتفاق السلام والعلاقات مع الأردن.
لم يمضي الشهر على دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة تحالف القادة والعالم لمواجهة الكورونا اذ لا تستطيع حسب قوله اي دولة من مواجهة الكورونا لوحدها فالتحالف والتعاون العالمي ضرورة، من جانب آخر ينادي الوضع الاقتصادي الاردني اقتصاديات العالم بالوقوف بجانبه من خلال الاستثمار والتعاملات الاقتصادية المٌثمرة.
لن يستطيع الاردن الذي احترم جميع تحالفاتة ومعاهداتة الدولية والوطنية بتطبيقها أو التعامل معها بأرقى الٌسبل أن يبقى وحيداً دون أصدقائه وحلفائه بكل ما يستطيعون لتمكينه من الاستمرارية بمواجهة الجائحة من جهة والتصدي للاطماع الاسرائيلية الغير مشروعة من جهة أخرى فالاردن اليوم مُحاصر بين وبائين الخروج منهما يحتاج العزيمة والدعم.