لا وقت اليوم في ساعة أيّ منا، لنخط أسطرا جديدة في الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، وإدراة أزمته، ففي زيارة بسيطة للأمس سنجد أن الحكومة وضعت خطة متكاملة لهذا الأمر، تستدعي منا فقط أن نكون يدَ عون في تطبيقها والالتزام بهذه الخطة التي جعلت من الأردن من أوائل الدول في إدراة الأزمة على مستوى العالم، بشكل ناجح.
اليوم، تدار وجهة بوصلة إدراة أزمة كورونا لجهة المسؤولية المجتمعية، هي مسؤولية كل مواطن ومقيم على أرض المملكة، بضرورة الإلتزام بالتعليمات الحكومية تحديدا الصحية منها وذات العلاقة بالسلامة العامة، لا أن نترك الريح تدير بوصلة الموقف لتتجه خطواتنا نحو العشوائية، واضاعة جهود بذلت وتبذل لجعل المملكة في موقع آمن من الفيروس وتبعاته الصحية الخطيرة.
يوم لا ريب فيه أننا وصلنا لحالة نموذجية، بنتائج ملموسة على أرض الواقع ونحن نصل للصفر «السابع» حتى مساء أمس الأول، أضف لذلك ما تحدثت به وسائل إعلام عربية وعالمية بتفوّق أردني في إدارة الأزمة، وتحقيقه لانتصار بجدارة، ما يجعل من إدارة القادم «لنا» كمواطنين، وما هم مطلوب ليس اختراع العجلة، إنما التقيّد والالتزام في مسار وضع بإحكام ووفق أعلى درجات المثالية في التعامل مع هذه الأزمة، ففي التزامنا نجاح الحكومة، كما يؤكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايله في نهاية كل ايجاز صحفي يقدّمه.
أمامنا اليوم مسؤولية عودة جزء من الحياة لطبيعتها الأسبوع القادم، وهو ما قررته الحكومة بدءا من يوم الأحد القادم، وتبع ذلك أمر الدفاع رقم (11) الذي وضع أسسا صحية آمنة تضمن عدم العدوى وانتشار الفيروس، باستخدام الكمامات والقفازات وتطبيق مبدأ التباعد الجسدي، ولتطبيق ذلك نحن جميعا نقف أمام مسؤولية الإلتزام، دون التغاضي عن أي جزء أو اغفاله فالموقف وما وصلت اليه البلاد لا يحتمل أي استهتار أو لامبالاة، أو أنانية، والسعي لإدارة عين الاهتمام من الأهم لما هو أدنى!!!
وحتى في التطبيق الأمر يتطلب وعيا كبيرا، فمن غير المقبول أن تمتلئ الشوارع خلال اليومين الماضيين بالكمامات الملقاة بعرض الشارع وعلى الأرصفة، والقفازات، بعد استخدامهما، فأين هي الحكمة في ارتدائها، اذن، لتلقى في الشارع دون وضعها بسلال القمامة، ففي أحد شوارع عمّان أمس كانت عشرات القفازات والكمامات ملقاة بشكل عشوائي، الأمر الذي شكّل مكرهة صحية، ومصدر قلق لكل من استخدم هذا الشارع، اضافة لامكانية نقل العدوى -لاسمح الله- فيما اذا كان أحد من مستخدميها مصابا.
إجراءات يغيب عنها الحسّ الوطني بشكل كامل، وتغيب بها المسؤولية تجاه الشخص لنفسه أولا ولأسرته ومن ثم لوطنه، فالإلتزام أيضا يجب أن يكون بمسؤولية، وأن يطبّق بشكل صحيح، لا أن يتم بشكل سلبي تكون نتائجه سلبية أكثر منها ايجابية، بل مدمّرة لجهود بنيت وتبنى، فعلى الجميع الخوف على الوطن والحفاظ على جهود بذلت على مدى أكثر من شهرين، وعلى انتصار أردني لم يأت صنيع الغفلة، إنما بعد جهود حكومية وشعبية أيضا، فليس من حقّ أي مستهتر أن ينهي كل ذلك بتصرّف سلبي من شأنه أن يعيدنا جميعا للمربع الأول.
وتواجهنا اليوم أيضا مسؤولية أخرى بعودة الطلبة الأردنيين من الخارج، فيجب أن ندرك أنها مسؤولية ليست سهلة بالمطلق تلقى على عاتق الحكومة، فنحن نتحدث عن أرقام تتجاوز (20) ألفا، والتعامل مع هذا الأمر لن يكون سهلا، وبحاجة لتعاون من الطلبة العائدين، ومن أسرهم، والتغاضي عن صغائر الأمور، لإتمام المهمة بنجاح، سعيا لإنجاح المهمة الكبرى متمثلة بعودة الطلبة والاطمئنان على وضعهم الصحي وسلامتهم، وحماية الوطن من اصابات جديدة.