في اللقاء الذي أجراه الاقتصادي الكبير طلال ابو غزالة مع قناة رؤيا أثار السيد طلال كما هائلا الملاحظات والتوقعات خلقت اسئلة كثيرة أكثر ما وضعت إجابات وهذة هي احد اهم سمات الطروحات الاقتصادية والتي تتعلق بتشعب الطرق البحثية عند طرح اي فكرة للبحث ووجود كم هائل من التشعبات الفكرية التي لابد من تشخيصها في نفس السياق ووضع حلول للمستجدات الفكرية الثانوية لسد اية ثغرات أولا بأول وتدريجيا وصولا الى معالجة الفكرة الأساسية.
بداية ابو غزالة لا يخاطب الشعب والمفكرين الاقتصاديين عادة ما لا يفعلون ذلك لان هذة فكرة مغلوطة تبدي تزاحما فكريا وتواجه بردود فعل ساذجة احيانا وتشغلك عن البحث في الطرح الأساسي وربما يستغرب ابو غزالة نفسه تحوله الى مادة متداولة على الوسائط الأجتماعية لان ما يتحدث به هو جزء من الاقتصاد الكلي وليس الجزئي وعلماء الاقتصاد الكلي تكون طروحاتهم على شكل دراسات عامة تعنى بها الحكومات وتنظر لأساليب اجرائية حكومية وليس شعبية وبالتالي فان ردود الأفعال الشعبية سواء الناقدة المستهترة او المؤيدة الداعمة لا تشكل أثرا على الطرح.
الاقتصاد الكلي هو اقتصاد الدولة وعليه تبنى برامجها التنموية وغالبا ما تستند اليها ديمومة الدولة.وتطرق ابو غزالة الى نقطة هامة وهي مطروحة عالميا وهي أن الاقتصاد هو المسبب الرئيسي للحروب ويستنتج بناءا على تاريخ الاقتصاد العالمي ان تداعي الاقتصاد الأمريكي وتنامي الاقتصاد الصيني يصنع خللا في الهيمنة الأمريكية على العالم مما قد يؤدي إلى الاسلوب الأخير بالدفاع عن الهيمنة الاقتصادية ومصالح الولايات المتحدة لإستمرارية الأسواق النافذة لها وبحيث تكون الورقة الأخيرة لدى متخذي القرار بإعلان حرب وجود اذا لم تؤدي المفاوضات الي ضمان السيطرة العالمية ويعتمد مقدار نفاذ ذلك على مدى القدرة على الوصول إلى نقاط تفاهم بين القوى المسيطرة من عدمه والخلاصة ان الاقتصاد هو القوة في السلم وهو الدافع للحرب ان انهارت المصالح.
قد يكون الانتقاد ان هذا التحليل الدولي ليس من همنا وليس لنا قدرة للتدخل فيه او أحداث تغيير عليه وكان الافضل ان يتم التطرق الى كيفية التعامل مع هذا الوضع إن حدث لاسمح الله محليا!
على الصعيد المحلي فان ابو غزالة تطرق الى انه يفضل أساليب التنمية المستدامة وليس التبرع العيني العشوائي لان الأول يبقى والثاني يفنى والتنمية المستدامة تعني انشاء مشاريع إنتاجية تعنى بالمستقبل وتدريب الاجيال وتهيئة الاقتصاد لأية مستجدات.
على كل حال لقاء تلفزيوني محدد الوقت لا يسعف ايصال الفكرة التي قد تحتاج إلى مجلدات وسنين لدراستها وتنفيذها وطرح هذة الأفكار للعموم الذين ليس لديهم فكر اقتصادي لا داع له بل يشكل تشتتا فكريا وخلق حالة من التشكيك غير المبرر ولا داع له.
الاقتصاد محرك العالم وكما انه محرك الحرب والشر الا انه اساس الرفاه والتقدم وتوطئة القدم لباقي العلوم والدراسات لتحقيق الخير والرفاه.