العموش يكتب: الأم .. المرأة د. بسام العموش

لما يقول البعض ( الأم تلم ) ويقولون ( بعد الأم احفر وطم ) يقصدون بيان مكانة الأم المرأة الكائن الذي كانت به الحياة ومنه خرجت الحياة . أبونا آدم لم تكن الجنة لتملأ عينيه فكان لا بد من الكائن السر " المرأة " ذات اللمسات والآهات والنظرات . المرأة التي لم تفهمها حضارات فذهب غالبها إلى اعتبارها مجرد أداة جسدية !
واستمر ذلك الى اليوم حيث تستخدم لعرض الأزياء والدعايات التجارية وتجارة الرقيق الأبيض ! باعوها رقيقا" للمتعة واليوم يبيعونا لنفس الغرض . المرأة عندنا في الاسلام ليست المسؤولة عن خطأ آدم ، بل كلاهما مسؤول لأن كليهما مكلف ومسؤول .
ليس صدفة أن يكون أول مخلوق يؤمن بمحمد عليه السلام هو امرأة
" خديجة " . ولا نمر مرورا" سريعا" على تاريخ التضحيات لتكون
" سمية" أول شهيد في الإسلام. علينا أن ندقق أنها عملت في أخطر ما مر به الرسول محمد عليه السلام وهو الهجرة فكانت " أسماء ذات النطاقين " عنصرا" فعالا" رغم أن الرحلة كانت رحلة مطاردة!! وهكذا امتلأ التاريخ الإسلامي حيث شاركت في البيعتين والهجرة الى الحبشة ولما احتدم القتال كانت أم عمارة وخولة تصولان وتجولان في دماء الرجال تطير الرؤوس بسيفيهما.
لم تكن المرأة مجرد جسد بل عقل وأداء سياسي واقتصادي واجتماعي ودعوي دون اغفال للدور الأساس وهو الأمومة . ودوما" أذكر عبارة قالتها طالبة لي وانا ادرسهن الوعظ والإرشاد فوقفت كالطود الشامخ أمام زميلاتها تقول : لئن لم أكن رجلا" فأنا أم الرجال أنا خالة الرجال أنا عمة الرجال أنا صانعة الرجال .
فيا صانعة الرجال تحية لك كأم وزوجة وابنة وأخت وخالة وعمة وداعية وشريفة . تحية لك حين رفضت أن تكوني كالصنم مجرد جسد ، تحية لك يوم قررت أن تصنعي الرجال وانتزعت" وراء كل عظيم إمرأة " . تحية لك أمي يا من بدت عروق يديك شاهدة على أيام خلت وانت تغسلين بيديك بدون غسالات ولا نشافات ولا حماصات .
تحية لك أمي وأنت تخلعين الخرق وتغسلينها لإستخدام جديد حيث لم يكن مستر بامبرز قد ظهر . تحية لك وانت لا تستطيعين غمض جفونك ما دام أحد من اولادك مريضا" يئن من المرض .
لا نقلل من قيمة الآباء لكننا رضينا بحكم الرسول الذي أعطى الأم ثلاثة أرباع بينما الأب ربعا" ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) فيا من تعقون أمهاتكم عادوا قبل أن لا تتوفر فرصة العودة فهذا أمر جد خطير حتى أن الله منع من قول ( أف) . استسمحوا أمهاتكم فمهما فعلتم فلن تردوا حقهن ، فقد سأل أحدُهم ابنَ عمر : بلغت امي من الكبر عتيا" لحملتها على ظهري في الحج فهل أديت حقها ؟ فقال ابن عمر : ولا طلقة من طلقاتها . ويا من فقدتم امهاتكم لم تنته مسؤوليتكم فاستمروا بالدعاء
( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" ) ولا تنسوا : بروا آباءكم تبركم أولادكم .