قرار حظر التجوال الذي تم الإعلان عنه، ياتي وفق قراءة الدولة للحالة العامة والتي تدفع باتخاذ خطوات أكثر صرامةً وجدية لغايات تطويق مسار انتشار الفايروس وعدم تفشيه.
حظر التجوال خطوة استباقية تهدف للابقاء على السيطرة، وهو لا يعني أن ثمة شيئاً ما يحدث ولا نعرف عنه؛ بل على العكس، هذا مؤشر على أعلى درجات المسؤولية والقرار الحكيم والسؤدد في إدارة الأزمة التي تقودها الدولة، وفي مقدمتها الجيش العربي والأجهزة الأمنية ووزارة الصحة وفريق عمل الحكومة الذي أثبت احترافية عالية في اللحظات الحاسمة.
بالعودة الى حظر التجوال وصورة الجيش العربي الأردني في الميدان، فإن المشهد اليوم يُقرأ في سياق الطمأنينة والثقة التامة والأمان والدفاع عن هذه البلاد.
فالعلاقة التي تجمع بين الجيش العربي الأردني وبين الأردنيين، بُنيَت تاريخياً، وما زالت، على أساس الثقة التامة والاعتزاز والفخر.
هذا الجيش كان ولا يزال يذود بذؤابة عن الوطن في أشد الاوقات والظروف؛ لذلك فإن وجود الجيش العربي اليوم في الميدان وسيطرته على زمام الأمور وقيادة هذه المرحلة العصيبة هي طمأنة مستمرة للشعب الأردني الذي يرى بهذه الخطوة ملاذا لتجاوز الأزمة.
ما هو مطلوب من الشعب اليوم الانخراط الكلي والتماهي مع خطة عمل الدولة وقراراتها والالتزام بالاشتراطات والتعليمات العامة، والتحلي بأعلى مستويات الوعي والانضباط، وأن يدافع كل من موقعه عن هذا الوطن
الذي أثبت خلال أيام قليلة أنه وطن الكبار والأفعال العظيمة.