آن الأوان لوزارتي التربية والتعليم، والصحة لتوعية الأسر، بأضرار الوجبات السريعة، وآثارها السلبية على أطفالها وأبنائها في المدارس.
لقد بادرت بعض رياض الاطفال والمدارس الخاصة الى اتخاذ خطوات عملية للحد من الاقبال المتزايد للاطفال والتلاميذ على تناول الوجبات السريعة، والأطعمة غير المفيدة، فعمدت الى بيع العديد من المواد المفيدة وفي مقدمتها الفواكه والساندويشات المفيدة والحليب الطازج.
هذه المبادرة الرائدة تأتي بعد ان ازدادت التقارير العلمية التي تؤكد خطورة تناول الاطفال وتلاميذ المدارس او حتى الطلاب الكبار وجبات الطعام السريعة بصورة مستمرة، وأن هذا الأمر ينعكس سلبياً على صحتهم.
لقد بدأت السمنة المفرطة تدب في اوساط العديد من الاطفال والتلاميذ الصغار حتى إن من كان وزنه المثالي يتراوح بين الـ 25 - 30 كيلوغراماً نراه يتجاوز الـ 50 كيلو غراماً.
التقارير الصادرة عن منظمات الصحة والاغذية تؤكد ان تناول الكاربوهيدرات، والزيوت المشبعة والدهون والمتمثلة في الوجبات السريعة بصورة خاصة والشيبس الصناعي من شأنها تعريض الطفل او صغار السن للعديد من الأمراض من بينها السمنة المفرطة، والسكري وحتى الكولسترول، وارتفاع حاد في الدهنيات الضارة، حتى إن بعض الشباب الصغار والذين لا تتجاوز اعمارهم السادسة عشرة عاماً يتعرضون لأمراض الضغط، وفي بعض الأحيان امراض في القلب، وان المستشفيات والاطباء لديهم عشرات الحالات لأطفال يعانون من أمراض بسبب اصرارهم على تناول الوجبات السريعة، مع المشروبات الغازية حتى أن هذا الأمر اصبح نهج حياة لهم.
تستغرب احدى الأمهات من أن طفلها في الصف الثالث الابتدائي يصر على تناول الوجبات السريعة، وأنه لا يرغب بتناول الطعام الطازج الذي تعده والمكون من الخضار واللحوم، والارز أو أية اصناف أخرى تعتاد الأسرة الاردنية على تناولها.
هذا الإصرار بدأ يكلف العائلات مبالغ لا قدرة لهم عليها، خاصة اذا كان لديهم العديد من الاطفال في المدارس وكلهم من عشاق الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية والتي تؤكد التقارير أن بعض الملونات فيها تعتبر مسرطنة.
ماذا يضير مدارسنا لو أنها باعت الاطفال في مختلف الصفوف الساندويشات المفيدة والبعيدة عن الدهنيات والزيوت المهدرجة، وقد يكون من بينها ساندويشات الجبنة واللبنة والزيت والزعتر.
ماذا لو أن جميع مدارس المملكة وعبر المقاصف فيها قامت ببيع التلاميذ الصغار تفاحة، او برتقالة او حبة موز، خاصة وأن وزارة التربية والتعليم قامت قبل سنوات بصرف حبوب الفيتامينات، لكنها فشلت في الاستمرار به، وأن المردود الغذائي، والصحي سيكون أكبر من هذه الحبوب لو تم فرض بيع هذه الفواكه في مدارس الاطفال وفي مختلف المراحل الدراسية، وان هذا الامر يستحق الدراسة من وزارتي الصحة والتربية والتعليم.