"جيتك في حاجة، راجيا أن تكون بيننا فقط، لما أعرفه عنك من طيبة ومساعدة، فأنت بمقام والدى أو أخي الكبير، أوضاعنا المالية صعبة، وراتب زوجي لا يكفي، إلا لسداد الديون، نحن غير قادرين على تأمين ثمن الخبز حتى! ومصروف الاطفال بالمدرسة، فاذا تكرمت وتلطفت، اعتبرها صدقة لوجه الله وبميزان حسناتك، ولو بمبلغ مالي بسيط".
صيغة جديدة للتسول ازدحمت بها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يختصر المتسولون عناء التجوال بالشوارع لاستجداء المعنيين برسائل التسول، ما يتطلب التدخل لمحاربتها ووضع حد لها.
عدد من مواطني الكرك تلقوا رسائل من قبل مجهولين على مواقع فيس بوك و تويتر، ورسائل أخرى على "واتس آب" بدأت بعبارات الاسترحام، بأن المرسل "يعيل أسرة كبيرة وبأمسّ الحاجة إلى صوبات وحرامات للتدفئة من برد الشتاء، أو أنهم لم يجدوا طعاما منذ أيام أو دواء لعلاج مريض".
مدير التنمية الاجتماعية في محافظة الكرك الدكتور فيصل الضمور دعا المواطنين الى عدم التعاطي مع المتسولين والابلاغ عنهم سواء التسول التقليدي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال:" إن التسول بكافة أشكاله، محارب وممنوع، مشيرا الى ان فرقا من التنمية الاجتماعية والجهات المعنية الأخرى تنظم جولات ميدانية مستمرة، لضبط المتسولين واحالتهم الى القضاء وتطبيق القانون بحقهم".
وأوضح أن صندوق المعونة الوطنية والفرق البحثية بالتنمية يجرون باستمرار مسحا ميدانيا للأسر العفيفة، لتقديم مساعدات مالية لها، لإعالة نفسها أو اقامة مشاريع تنموية لتحقيق دخل دائم.
من جهته، قال استاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة الدكتور رامي الحباشنة :" إن المتسول عبر الشبكة العنكبوتية يجد في مواقع التواصل الاجتماعي مناخا جاذبا من حيث قلة المجهود الفيزيائي، كما أن صفحات تظهر المعطيات الشخصية والاجتماعية والمالية غالبا لصاحب الصفحة دون عناء البحث عن الميسورين".
واضاف، انه في علم اجتماع الجريمة يتحلق الجناة والمنحرفون حول الهدف المناسب الذي يشكل عنصرا جاذبا لمن يمتلك الرغبة في الحصول على منفعة مالية دون عناء إذا غابت احتياطات التحصين والوعي عن المجني عليه.
وبين ان هذا غالبا ما يجعل الكثير من رواد هذه المواقع ضحايا للمتسول "الوهمي"، والذي يبحث في الغالب عن المال دون بذل أي مجهود مع تعطل فكرة "الخجل الاجتماعي" كونه يتعامل عن بعد ومع عدد كبير من الضحايا المفترضين وانقطاع العلاقة بعد ذلك بمجرد الـ" بلوك" أو حذف الملف نفسه