عمليّاً الأردن وقطر أمام محطة تاريخية جديدة في علاقات البلدين، توجتها زيارة سمو الأمير القطري الشاب تميم آل ثاني للأردن اليوم، وهي زيارة بدعوة ملكية من أخيه الملك عبدالله الثاني. والقيادتان لم تقطعا سبل الوصل والتواصل، وكانتا دوما تتحاوران وتتواصلان بحكم الوقت والملفات التي حكمتها ظروف الإقليم.الأردن يستقبل طلاب قطر وعددهم نحو 3000 طالب، وفيه استثمارات قطرية بقيمة نحو مليار ونصف، والعلاقات تاريخية ومستمرة في احلك ظروف البلدين، والاردنيون دوماً محل التقدير عند اشقائهم في قطر.ليس لدى الشعب الأردني أي ذاكرة سلبية تجاه قطر، وكذلك أهل قطر، الذين يكنون للأردن شعباً وقيادة كل احترام، وفي تاريخ المودّة والسفارات الكثير مما يتعلمه العرب وغيرهم في هذه العلاقات التاريخية التي أسّس لها المرحومان الحسين العظيم والامير خليفة آل ثاني، ثم الأمير حمد بن خليفة، ونمت وتطورت في عهد الامير تميم والملك عبدالله الثاني بشكل هادئ وملتزم وبايقاع محترم.لدى الأردن جالية في قطر قدرها اكثر من 54 ألف نسمة، هم من خيرة الأردنيين، ومن خيرة الكفاءات، ومن أنبل الناس في الغربة وأقلهم مشاكل وأكثر بذلاً وعطاء.لدى قطر شيم العروبة الصادقة، وقيادة شابة، واقليم ملتهب يحيط بها، وهي طامحة لدور وحضور في المشهد الدولي. ولدى الأردن ذات الشيء، محيط متعسر بمشاكله، وقيادة شابة، وطموح ودور قيادي للملك عبدالله الثاني وتأثير في العالم عنوانه الاتزان والحكمة.لدى قطر الثروة والتي وظفتها في القوة الناعمة الإعلام والثقافة والتعليم، ولدى الاردنيين العاملين فيها المورد البشري الفاعل في هذه الملفات والإرث او الخبرات، وندرة التعصب والمرونة الممزوجة بالكرامة العالية، والجدية في العمل.لدينا مستقبل مشترك بين البلدين، ولدينا التزام في مقاومة الانصياع لمطالب صفقة القرن، وليس بين البلدين أي مناكفات.الاردن وقطر اليوم في طريق مفتوح نحو المستقبل.