«الأردن وجسر الرحمة» خولة كامل

لقد تم تدشين خط جوي يربط صنعاء وعمان لنقل المرضى اليمنيين للأردن، وذلك لتلقي العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية الاردنية، فتلك المبادرة لاقت استحسانا كبيرا من جمهور الشعب الاردني، والترحيب من قبل الشعب اليمني، فهذه ليست المبادرة الاولى التي تقوم بها الأردن لمد يد العون للأخوة العرب والمسلمين وعلى مدى عقود طويلة، إنما كانت هناك مبادرات وأعمال إنسانية وخيرية عدة.

 إن الأردن لم تتأخر في يوم عن أي عمل خيري، ومساعدة إنسانية لكل محتاج ومعسور.

فمنذ عهد طويل، كانت ولازالت الدولة الأردنية، ترعى تقديم العون والمساعدة لكل إنسان يحتاجها أو يطلبها، فديدن الأردنيين لايتغير أبدا، فمساعدة الاخوة في كل مكان هي غايتهم السامية، ولم يتزحزحوا عنها مهما كانت الظروف والمصاعب التي تواجههم. فالاردن مشهود له بالتميز في مجالات عدة، وعلى رأسها الخدمات الطبية والصحية، وبما يتوفر له من مستشفيات مزودة بكوادر طبية عالية التأهيل من أطباء وفرق تمريضية ذات كفاءة عالية، فمجهودات الأردن بالعمل الإنساني عريق، وبالتنسيق مع منسقة الأمم المتحدة وممثل الصحة العالمية في اليمن والأردن، شارك الأردن في مبادرة جسر الرحمة لمساعدة المرضى اليمنيين، الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية متخصصة من اليمن إلى الأردن، ومن هنا أعرب سكرتير الأمم المتحدة، عن سروره بتدشين الجسر الجوي الطبي ما سمي بجسر الرحمة بين صنعاء وعمان، وشكر المملكة الأردنية الهاشمية والدول التي ساهمت في تقديم يد العون للمرضى اليمنيين.

إن اليمن وما تمر به من أزمة، قد نتج عنه خسائر بشرية ومادية تكبدتها من جراء النزاع الحاصل فيها، فقد تعرضت البنية الأساسية التحتية للتدمير وتوقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية لليمنيين، ولم يعد باستطاعتها استيعاب الأعداد المتزايدة، سواء من المتضررين من جراء الحرب، أو المرضى الذين لم يتمكنوا من أخذ العلاج اللازم، حيث لم تعد وزارة الصحة اليمنية بمقدورها على تقديم الخدمات الطبية الضرورية للمحتاجين، بسبب شح الأدوية والعلاجات والعقاقير، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت في مرافقها.

إن تعاون كل من الحكومة الأردنية والحكومة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، ساعد في إتمام هذا العمل الإنساني، والذي الغاية منه تخفيف معاناة الشعب اليمني والمسح على جباه المرضى وإعادة الأمل إليهم، ليكون حلا مناسباً كي يتم التوصل إلى السلام والاستقرار المنشودة في الدولة اليمنية، ولترجع اليمن سعيدا كما كان بإذن الله.