كتب محرر الشؤون المحلية - سطروا على سفر الوطن حروفا من النضال والنور ، فكانوا بيمناهم ينافحون عن ثرى الوطن ، وبيسارهم يحملون لبنة البناء للوطن الأجمل ، ولغرس الأمن والأمان ، ليكبر الأطفال في الوطن ، ويواصلون مشوار البناء والعطاء.
عرفتهم سهول ووديان الأردن ، ووثقت بطولاتهم معارك القدس واللطرون وباب الواد عام 1948 ، وخلدت ذكراهم معركة الكرامة الخالدة عام 1968 ، وجالت خطاهم أقاصي الوطن ، بل امتد عطاؤهم الى العالم أسره ، فكان لهم تقدير ملكي سام لعطائهم طوال حياتهم ، وخلال خدمتهم وبعدها ، بل حتى بعد انتقالهم للرفيق الأعلى.
كرمهم جلالة الملك بتخصيص يوم لهم ، يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ، في 15 شباط من كل عام ، كيف لا وجلالته رفيقهم بالسلاح وابن وقائد الجيش العربي ، الذي حملوا شعاره على جباههم طوال سني أعمارهم.
والتكريم الملكي لهم امتد ، ففي العام الماضي وبناء على مكرمة من جلالة الملك تم زيادة رواتبهم بحسب الرتب ، وفي مستهل هذا العام أوعز جلالته بزيادة عدد المستفيدين منهم بصندوق الإسكان العسكري ، وقبل ذلك المكرمة الملكية الهاشمية بإنشاء مؤسسة المتقاعدين العسكريين والتي من أهدافها تحسين الأوضاع الإقتصادية والاجتماعيه للمتقاعدين العسكريين وذويهم ضمن الامكانيات المتاحه ،و استغلال واستثمار خبرات المنتسبين منهم للمؤسسة في كافة المجالات ،و تأهيلهم في كافة المجالات وخاصة تكنولوجيا المعلومات لتمكينهم من الإنخراط في المجتمع المدني في مجال الأعمال ،و المساهمة في التنمية الوطنية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
ولازال المتقاعدون العسكريون يمدون الوطن بعطائهم ، في الشدة والرخاء ، فكانوا هم أول الأسود الزائرة في وجه المتعدين على الوطن من الخارج والداخل ، واقفين بذلك خلف قيادة الوطن ، معلنين أن ولائهم دائما للثرى الهاشمي لا يتبدل ولا يتغير ، فكان موقفهم الأخير من كل المؤامرات المحاكة ضد الوطن واضحا وضوح الشمس في وضح النهار.
واقتصاديا لازال المتقاعدون العسكريون تلمحهم بسواعدهم يبنون في كل منشأة اقتصادية ، انطلاقا من ايمانهم بأن العطاء لا ينضب ، بل يكبر ويزيد كلما تقدم السن ، كالشجرة المعمرة التي يشتد عناق جذورها للأرض التي تحتضنها.
المتقاعدون العسكريون يا سادة سطروا لكل الدنيا أن الأردن سيبقى وطنا حرا شامخا عزيزا ، لا تلين له قناة ، ولا يكسر له عود ، ولا ينثني للريح العاتية.
المتقاعدون العسكريون ، عين القائد اليمنى ، وسيفه الذي مازال مشهرا أمام كل طامع ومتربص بالوطن ، لهم من القائد ومنا كل التحية والفخار ، فهم الحجر الأساس في البناء ، وهم النبراس الذي على هداه نستنير في مسيرة الوطن المشرقة ، ضحوا وأعطوا ، فعلى خطاهم سائرون ، وغرسوا ونحن من يدهم آكلون.