عقدان من الزمان مضيا على رحيل قائد فريد من نوعه، استلم المُلك وحكم البلاد في ريعان شبابه، كان الباني لوطنه، والمعزز لاستقلاله، والمحافظ على هويته العربية والإسلامية، وراعي نهضته، فبرغم كل التحديات التي واجهتنا استطاع أن يعبر فينا ويتعدى كل الصعاب، وأبقى الأردن صلبا منيعا عصيا على كل المؤمرات التي كانت تحاك ضده منذ تسلمه الحكم الى أن أتت إرادة الله وحل قضاؤه في السابع من شباط لعام 1999فكان الوداع لقائد الاردن وبانيه من شعب وفِي رأى في الراحل الأب والأخ الذي صدق وعده وأنجز عهده فكانت جنازة القرن، حيث لم يبكيه الأردنيون فقط، بل بكاه العالم بأسره. وبعد وفاة الراحل العظيم تقلد الحكم ليث من ليوث بني هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، فكان خير خلف لخير سلف، سار على خُطى والده الراحل فصان العهد وأبره، واستمر في البنيان وتعزيز التطور، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فنحن نشهد اليوم استقرارا -نُحسد عليه- بوسط اقليم ملتهب، وهذا يعود إلى حكمة قائد ووعي شعب، فبناء الإنسان الأردني وتمكينه كان الهم الأكبر للقائد، فقد تحققت في هذين العقدين إنجازات كبيرة جدا من خلال التوسع في البنى التحتية في قطاعات التعليم والتعليم العالي، والصحة وتمكين الشباب، حيث انتشار المراكز الشبابية (أغلبها مبادرات ملكية) في كافة أرجاء الوطن، تقدم للشابات والشباب أماكن لتفريغ طاقتهم وتأطير إبداعاتهم، بالإضافة إلى أنها حواضن الإبداع المتاحة للجميع من شباب وشابات هذا الوطن العظيم، فنحن اليوم قطعنا شوطا كبيرا في اعلاء نهضة الوطن نحو مستقبل كله أمل ونجاحات مع قياده ملهمة حبانا الله بها كأردنيين.