الدكتور مأمون عكروش رئيس الجامعة الامريكية يودع أهالي مادبا بكلمات مؤثرة...




الأهل والعزوة في مادبا العزيزة
أسعد الله اوقاتكم بكل الخير والمحبة والسعادة      
بمناسبة قرب إنتهاء أعمالي رئيسًا للجامعة الأميركية في مادبا في نهاية هذا الشهر، فلا يسعني إلا أن اتقدم منكم بجزيل الشكر والعرفان على حفاوة الإستقبال والكرم الأصيل وطيب المعشر خلال وجودي بينكم طيلة الأربع سنوات ونصف الماضية. إذا أردت أن أوفيكم حقكم فحتمًا هذه الرسالة لا تكفي وإنما بحاجة لكتاب لأصف هذه المحافظة الطيبة وأهلها النشامى وتاريخها العريق. فمنذ لحظة تواجدي بينكم في حزيران عام 2021، فإنكم طوقتم عنقي بطيب الإستقبال والترحيب والدعم والعلاقة الطيبة الأصيلة التي تعبّر عن خلق رفيع تمتلكونه. فأنتم أهل النخوة والفزعة، حيث لم أحتاج أي أمر ولم أجدكم مستعدون على الدوام لتقديم اللازم وحرصكم على الجامعة وإستمراريتها. 
لن أنسى ما حييت معاملتكم الطيبة لي ونخوتكم لي إبتداءً بالعديد من الأخوة الأحبة والأصدقاء الذين تربطني بهم علاقة طيبة لسنوات قبل أن أكون رئيسًا وإنتهاءً بالصداقات العزيزة التي تكونت خلال فترة خدمتي بينكم رئيسًا للجامعة. فكل واحد منكم أضاف لي إضافة نوعية كلُ من موقعه وطريقته الدمثة أعتز بها. وقد تجلّى هذا الأمر بوضوح عند الإعلان عن قبول إستقالتي بناءً على طلبي من قبل مجلس التعليم العالي الموقر/وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث أن عدد الإتصالات التي تلقيتها من أبناء محافظة مادبا كبير جدًا والجميع أبدى رغبته الكاملة بالدعم والفزعة كلُ وفقًا لموقعه وقدرتة. لقد طوقتم عنقي بهذه الحفاوة والتكريم والدعوات الصادقة والكريمة التي تلقيتها منكم حيث أنني لم أشعر أنني بين أهلي وربعي فقط وإنما أحد أبناء هذه المحافظة. فعن أي محافظة أتحدث! أكتفي بإعلامكم أن أفضل سنوات خدمتي كانت وستبقى في محافظة مادبا العزيزة بينكم ومنكم.
إنها مشيئة الله أن أغادر موقعي في هذا التوقيت لأستمر في شرف خدمة بلدي في الجامعة الألمانية الأردنية الحبيبة – المشقّر. وعليه، سابقى قريبًا منكم في جامعتي وحيثما أكون لخدمتكم ما إستطعت ذلك. كل المحبة والتقدير لكم وأتنمى كل الخير والبركة لمحافظة مادبا وأهلها الكرام على الدوام.    
أما بالنسبة لي، فإنني، كما تعرفوني دومًا، سابقى جنديًا أردنيًا من جنود وطني الحبيب بأعلى جاهزية لخدمة الأردن في كافة ميادين الشرف والرجولة وعلى رأسها ميدان العلم لإيماني العميق بأنه الطريق الأفضل لخير الوطن الحبيب والإنسان الأردني وقيادة هذا البلد الصامد تحت ظل الراية الهاشمية الفذة. سأستمر في أداء رسالتي في جامعتي الأم والأقرب الى قلبي، الجامعة الألمانية الأردنية، من أجل مواصلة رسالتي العلمية التي إختطيتها لنفسي منذ نعومة أظافري للمساهمة في بناء جيل أردني وطني يتمتع بالوعي الوطني وقادر أن يلبي طموحات قيادتنا الحكيمة وبلدنا العزيز.   
أدعو الله أن يحمي وطننا الحبيب بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهم.
أدام الله عزً بلدنا بهمة أبطال قواتنا المسلحة الباسلة ونشامى أجهزتنا الأمنية، الأصدق قولًا وفعلًا.
حماكم الله جميعًا وأدامكم بعزه الكريم
الأستاذ الدكتور مأمون نديم عكروش
الفحيص – المملكة الأردنية الهاشمية
الجمعه: 19-12-2026