أسبوع مليء بالأحداث السياسية الهامة، يشهد العالم خلاله أحداثا سياسية دبلوماسية هامة، تأتي في وقت حساس ودقيق، وفي فترة زمنية لا نبالغ إذا ما قلنا إنها الأكثر حساسية بتاريخ المنطقة والعالم، حيث تعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، وأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتجتمع على طاولة الأمم المتحدة وأمام دول العالم كافة تفاصيل المرحلة بملفاتها الساخنة، وواقعها المضطرب. وبطبيعة الحال الملف والقضية الأهم التي سيتم طرحها وسط هذا الحراك السياسي، جرائم وانتهاكات واعتداءات إسرائيل على غزة والضفة الغربية والقدس ودول المنطقة، واختراقاتها المستمرة للقانون الدولي، مستمرة دون توقف، هذا ما يمكن تأكيده أنه سيكون حاضرا أولوية على منبر الأمم المتحدة، خلال الأيام القادمة من هذا الأسبوع، في سعي أردني وعربي ودولي لوقف الحرب على الأهل في غزة، بل وقف الإبادة الجماعية في غزة، وضمان تدفق المساعدات دون توقف، ووقف اعتداءات وانتهاكات إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشريف، وأن تحترم أمن واستقرار دول المنطقة وسيادتها، والقانون الدولي دون أي اختراقات، ستحضر هذه المساعي بشكل حثيث لوقف إسرائيل عما تقترفه من إجراءات تجاوزت بها معايير القوانين الإنسانية والسياسية. ووسط كل هذا الحراك الحاصل على مستوى دولي، تدور في الذهن العربي والدولي أسئلة متعددة تدور في فلك مدى استجابة إسرائيل لهذه المساعي، فهل ستستجيب؟ هل ستعود لها حاسة السمع والبصر؟ لتسمع أصواتا تنادي بوقفها لكل جرائمها، وترى جرائمها وهي تخطّ يوميا مجازر جديدة، هل سيتم الضغط على إسرائيل للتفاوض؟ هل سنقف أمام انقلاب إيجابي يدفع باتجاه أمن واستقرار المنطقة ووقف التصعيد المستمر الذي تشهده، وهل سيقرع جرس الأمن لغزة وفلسطين بقرار يوقف الحرب على أراضيها؟ حقيقة أسئلة كثيرة تبدأ ولا تنتهي تحيط بحراك نرقبه منذ أشهر ونحن ندرك جيدا أن إسرائيل أساسه كونها لم تبق محظورا إلاّ واقترفته، ولم تبق جريمة إلاّ وارتكبتها، هل تستجيب إسرائيل؟!! عيون ترقب، وقلوب تتسارع دقاتها تجاه نيويورك، على أمل أن يتبدّل الحال للأفضل، وأن نسمع قرارا دوليا بمظلة الأمم المتحدة ينتصر لفلسطين، ليس فقط بالاعتراف بها دولة كاملة العضوية، إنما في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وجرائمها التي تزداد عنفا يوما بعد يوم، فما يحدث في غزة لم يعد يحتاج مجهرا لرؤيته، فهي جرائم إبادة بحرفيّة التفاصيل، ومجازر، وانتهاكات وخطر يجب أن يقف، اليوم وليس غدا، بل أمس وليس اليوم، وهو ما ينتظره العالم اليوم من اجتماعات تلتقي على طاولة أبرز مراكز صنع القرار في العالم. جلالة الملك عبد الله الثاني بدأ أمس الأحد، زيارة العمل إلى مدينة نيويورك الأميركية، ويعقد جلالته على مدى ثلاثة أيام سلسلة لقاءات مع قادة دول ورؤساء وفود وممثلي منظمات دولية مشاركين باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويلقي جلالته يوم غد الثلاثاء، خطابا في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، وكما هو الأردن سيقف أمام دول العالم بجرأة القول وشجاعة المواقف نُصرة للقضية الفلسطينية، وسعيا عمليا وحقيقيا لوقف الحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات، فهي الثوابت الأردنية التي يضعها جلالة الملك أمام المجتمع الدولي، وصولا لأن تكون خطى عملية على أرض الواقع. الفلسطينيون يضعون حلمهم وآمالهم بمأنى من النسيان، أو التغاضي، بيقينهم أن جلالة الملك عبد الله الثاني سيضعه أمام العالم بكل وضوح وشفافية، بمطالبات واضحة وبصوت أردني مرتفع بأن تقف الحرب على غزة، وأن تدخلها المساعدات، وأن يتحقق حل الدولتين الذي طالما وضعه الأردن وصفة مؤكدة النجاح لتحقيق السلام العادل والشامل، هذا هو الوعد الأردني، وهذا هو الأمل الفلسطيني.