جمال محمود يقود الوحدات في مهمة إعجازية ومعقدة

تراهن جماهير الوحدات على المدرب جمال محمود في عودة فريق كرة القدم إلى مكانه الطبيعي، بعدما افتقد «المارد الأخضر» هويته التي طالما اعتاد عليها أنصاره.
وتنتظر جمال محمود مهمات جسام، حيث سيكون مطالبا بإزالة «الصورة الضبابية»، وإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي، وهذه مهمة شاقة ومعقدة وإعجازية في الوقت نفسه، ولن تكون سهلة على الإطلاق خصوصا في فريق بحجم الوحدات وموقعه في كرة القدم الأردنية.
نجاح مهمة جمال يحتاج فعليا إلى تعاون وتكاتف من جميع منظومة الوحدات الكروية، وبخلاف ذلك فإن الأمور ستكون شاقة وصعبة التنفيذ.
  «عصا سحرية»
ولأن جمال محمود لا يملك «عصا سحرية»، فإن عودته للوحدات هذه المرة ليست مثل سابقتها، فبعد أن قاد الفريق للظفر بلقب دوري المحترفين موسم (2017- 2018)، سيتعين عليه إصلاح ما يمكن إصلاحه، وربما تكون مباراة اليوم أمام الحسين إربد ضمن الجولة السابعة من دوري المحترفين فرصة مناسبة أمامه للوقوف على ما يحتاجه «الأخضر» من تعديل أو تصويب في كافة خطوط الفريق.
ويرى مراقبون أن محمود سيكون قادرا على النهوض بالفريق ووضع رؤية فنية تجسد شخصية واضحة للاعبين داخل أرضية الملعب. الوحدات.. وهو يطوي (صفحة قاتمة) من تاريخه بعد سلسلة من الانتكاسات التي اصابت جمهوره الكبير والاحباط وتسببت في ابتعادها عن المدرجات باتت تترقب من المدرب الجديد، تغييرات شاملة وملموسة وتأمل أن تتجسد على ارض الواقع.
  العقاب والثواب
ولن يقبل جمال محمود بانصاف الحلول وأن يكون (كبش فداء) وأن يضحي بتاريخه المشرف مع الاندية التي تناوب عليها، فهو سيرفض حتما ان ينصاع في مهمته الجديدة لأي مجاملات قد تزيد من وضع الوحدات تعقيدا...!!.
ولعل المطلوب من جمال محمود في الفترة المقبلة تطبيق مبدأ العقاب والثواب، وتوفير عامل التحفيز الذهني عند اللاعبين الذين يحتاجون الى مدرب يسهم في فهم الجانب النفسي وهو امر مهم ويعتبر اكثر اهمية من التركيز على الجانب الفني. ويرى البعض ان فرض عقوبات مالية على اللاعبين، بات امراُ مهما لتحسين جودتهم داخل الملعب، والاستعانة بذلك يتطلب من الادارة تفعيل هذه اللائحة لكي يتمكن محمود من المضي قدما في برنامج الاصلاح الذي ينوي تنفيذه.
المدرب محمود وهو الثالث الذي يتولى تدريب الفريق بعد الاستغناء عن التونسي قيس اليعقوبي والبوسني داركو، سيحاول ان سيفرض اسلوبه الذي اعتادت عليه جماهير كرة القدم الاردنية بشكل عام، وانصار الوحدات على وجه الخصوص. والاخبار القادمة من الوحدات تؤكد ان جمال محمود سيكون صارما في طريقه تعامله مع اللاعبين ولن يتردد في التنسيب للادارة بفسخ عقد أي لاعب غير قادر على إثبات حضوره في الفترة المقبلة.
  البحث عن قائد ميداني
ويحتاج الوحدات إلى لاعب ميداني وقائد يسهم في إكمال مهمته، وهو ما افتقده الأخضر في السنوات الماضية، وهذا جانب يتطلب منه البحث عن النجم القادر على القيام بهذه المهمة الصعبة.
ومن بين الأمور التي سيركز عليها جمال محمود معالجة الأخطاء الكارثية في حراسة المرمى، وهو المركز الذي تعرض لانتقادات واسعة من قبل الجميع الذين يرون وضع تشريعات تضمن الجدية واللعب بتركيز عال لضمان عدم ارتكاب أي هفوات كما حدث في المواسم السابقة التي غاب فيها الوحدات عن منصات التتويج بالنسبة لبطولة دوري المحترفين.
وأخيراً.. ومن الجوانب التي سيركز عليها جمال محمود منح اللاعبين الشباب والجدد الفرصة الكاملة لإثبات حضورهم، وهو الأمر الذي يحتاجه الأخضر منذ سنوات لبناء قاعدة من أبناء النادي الذين يتوجب عليهم الدفاع عن اسم وتاريخ الوحدات.