في خطوة وُصفت بأنها قد تغيّر ملامح صناعة السينما العالمية، أعلنت شركة OpenAI عن دخولها عالم الأفلام من خلال إنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل يعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
الفيلم، الذي يحمل اسم "Critterz"، يروي قصة مخلوقات غابة تنطلق في مغامرة بعد أن تتعرض قريتها لاضطراب مفاجئ، وهو من ابتكار تشاد نيلسون، الأخصائي الإبداعي في OpenAI. ومن المتوقع عرضه عالميًا في دور السينما خلال العام المقبل.
وبحسب جيمس ريتشاردسون، المؤسس المشارك لشركة Vertigo Films المنتجة للعمل بالتعاون مع Native Foreign المتخصصة في دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات الإنتاج التقليدية، فإن إنجاز الفيلم سيستغرق نحو 9 أشهر فقط بدلًا من ثلاث سنوات المعتادة، فيما تُقدّر ميزانيته بأقل من 30 مليون دولار، وهو رقم منخفض مقارنة بتكاليف أفلام الرسوم المتحركة التقليدية.
الفريق المنتج سيستعين بممثلين صوتيين وفنانين لرسم الرسوم الأساسية، التي ستُدخل لاحقًا إلى أدوات OpenAI، بما في ذلك نموذج GPT-5 ونماذج توليد الصور، لخفض التكلفة وتسريع العملية الإبداعية.
ورغم أن شركات كبرى مثل ديزني ونيتفلكس بدأت بالفعل بتجربة الذكاء الاصطناعي في مجالات الإنتاج والتسويق، فإنها ما تزال حذرة من اعتماده كليًا، خشية اعتراض نقابات الممثلين والكتّاب، إضافة إلى قضايا حقوق الملكية الفكرية، مثل الدعوى التي رفعتها ديزني ويونيفرسال ضد Midjourney في يونيو الماضي.
OpenAI تأمل أن يبرهن نجاح "Critterz" على قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى سينمائي منافس، قد يسرّع تبني هوليوود لهذه التكنولوجيا ويمنح فرصًا أكبر للمبدعين المستقلين.
لكن يبقى التحدي الأكبر هو ما إذا كان الجمهور، الذي ما يزال مترددًا في العودة إلى صالات العرض بعد الجائحة، سيدفع لمشاهدة فيلم يعتمد بشكل واسع على الذكاء الاصطناعي.