الشاي الأزرق الأردني: ابتكار يلون عالم المشروبات الساخنة (فيديو)

ألوانٍ زاهية تتدرج ما بين البنفسجي والأزرق والأخضر والأحمر كقوس قزح، تتلألأ أكواب الشاي في "مزرعة الشاي الأزرق الأردني" بمدينة الرمثا، في شمال الأردن، حيث يقدمها بكل طيب صاحب أول مزرعة للشاي الأزرق في الأردن، راتب أبو دية.

ويحمل الشاي الأزرق، المعروف عالمياً باسم Clitoria ternatea أو زهرة فراشة البازلاء، العديد من الفوائد الصحية، فهو غني بمضادات الأكسدة، ويساعد على خفض الوزن، وتعديل مستوى السكر في الدم، وتهدئة الأعصاب، وتنشيط الذاكرة، إضافة إلى فوائد أخرى عديدة، مما يجعل أغلب مشتريه من الأطباء والصيادلة ومن يدركون أهمية هذه الفوائد.

يقول أبو دية لعمون : "إن فكرة زراعة الشاي الأزرق بدأت عام 2019، خلال جائحة كورونا، عندما كنت أتنقل بين صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة الأخبار، والاطلاع على كل جديد، فوقع بصري على مشروب الشاي الأزرق. فبدأت بعدها رحلة البحث والتقصي حول زراعة هذا النوع من الشاي وأشكاله وفوائده" ويضيف: "كانت أولى خطواتي الالتحاق بدورة زراعية مع 5400 متدرب نظمتها مديرية زراعة الرمثا بالتعاون مع "الشركة الو طنية للتدريب والتشغيل"، كوني لم أكن مزارعاً من قبل، ولا أمتلك أي خبرة زراعية.
وتعلمت بهذه الدورة أساسيات الزراعة، وفتحت لي المجال لخوض غمار هذه التجربة الفريدة"

ويتابع أبو دية قائلاً: "أحضرت من جنوب شرق آسيا بذوراً لبدء زراعة الشاي الأزرق، لكن زراعة أول 2000 شتلة باءت بالفشل، وهذا لم يزدني إلا إصراراً لمعرفة السبب، فاكتشفت أن المناخ لم يكن ملائماً لهذه الأشتال، فعملت على توفير بيئة زراعية ومناخية مناسبة للشتلات في المرة التي تلتها، وبالفعل نجحت في زراعة 6000 شتلة، وبدأت أجني ثمار مشروعي".

ويشرح أبو دية، الذي خصص جزءاً من مزرعته أيضاً لزراعة الكركديه، أن الشاي الأزرق الذي يقدمه للضيوف هو اللون الأساسي، لكنه يتغير حسب الإضافات، فمثلاً إذا أضفنا إليه الليمون يصبح لونه بنفسجياً ويكتسب طعم الليمون، أما إذا أضفنا الزعفران فيتحول إلى اللون الأخضر ويأخذ نكهة الزعفران. وإذا أضيف الليمون والزعفران معاً، يصبح اللون أصفر بمزيج من الطعمين. بينما يتحول إلى الأخضر المائل للأزرق "تركواز" عند إضافة النعناع، ويكتسب طعم النعناع. أما عند مزجه بالكركديه، فيصبح أحمر بلون الكركديه ونكهته.

يسوق أبو دية منتجاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، "إنستغرام"، "تويتر"، و"تيك توك"، إضافة إلى عرضها في البازارات المختلفة. ويبلغ سعر الكيلو الواحد من الشاي الأزرق 500 دينار، فيما يبيعه أيضاً بعلب ذات أحجام مختلفة، أصغرها تكفي لإعداد حوالي 100 كوب، وبأسعار مناسبة للجميع.

وينوه أبو دية إلى أنه شارك بمنتجه في "إكسبو قطر" تحت اسم "الشاي الأزرق الأردني"، وهي العلامة التجارية التي يفخر بأنها "أردنية"، وقد لاقت رواجاً كبيراً بين الزوار. كما يطمح إلى توسيع مزرعته لإنتاج أنواع جديدة من الشاي، مثل الشاي الأبيض الذي يتم قطف أوراقه في بداية نموها.

ويقول أبو دية، الذي استطاع استثمار وقته على وسائل التواصل الاجتماعي وتحويله إلى مشروع أردني فريد يدر عليه دخلاً ثابتاً: "نجاح مشروعي سببه تصفحي المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي".

ولا يغفل أبو دية ذكر بعض المواقف الطريفة التي صادفها في البازارات، فيروي أن سيدة حضرت مرة لتستفسر عن الشاي، ورغم شرحه المفصل عن المنتج وفوائده، أصرت على أنه "مجرد صبغة!" ويؤكد أن مثل هذه المواقف تمنحه دافعاً أكبر لمواصلة النجاح بمنتجه الأردني الذي يعتز به.