في مبادرة إنسانية نوعية تعكس عمق التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وتُجسد الالتزام المستمر تجاه القضايا الإنسانية العادلة، قامت منظمة "خِدمت" الباكستانية الإغاثية الإنسانية، بالشراكة مع فرعها في المملكة المتحدة منظمة "أغوش"، بتقديم ثلاث سيارات إسعاف لصالح الخدمات الطبية الملكية في الأردن، لاستخدامها في نقل المرضى والمصابين من قطاع غزة، الذي ما يزال يعاني من ظروف إنسانية كارثية منذ اندلاع الحرب.
وقد جرى حفل التسليم الرسمي في مقر الخدمات الطبية الملكية، حيث قام الدكتور وضاح الكيلاني، المدير الإقليمي لمنظمة "خِدمت" الإغاثية، بتسليم سيارات الإسعاف إلى عطوفة العميد الدكتور سهل الحموري، مدير الخدمات الطبية الملكية، بحضور عطوفة العميد الدكتور أحمد الصبيحات، قائد الطب الميداني، وعدد من المسؤولين في القطاع الصحي والعسكري.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة متواصلة من المبادرات التي أطلقتها منظمة "خِدمت" الإغاثية منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة في غزة، حيث سبق لها أن ساهمت بتوفير الأدوية، والأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية المختلفة، وحملات الإغاثة الغذائية والإنسانية في غزة، بالتنسيق مع شركائها الدوليين والمحليين، ومن خلال دعم المجتمعات المتضررة وتخفيف العبء عن المؤسسات الصحية المنهكة.
وأكد الدكتور وضاح الكيلاني، في كلمته خلال مراسم التسليم، أن هذا الدعم يُمثل جزءًا بسيطًا من واجب إنساني وأخلاقي تجاه الأشقاء في غزة، مضيفًا: "إن ما يجمعنا هو إنسانيتنا أولًا، وهذه المبادرات ما هي إلا ترجمة فعلية لقيم الرحمة والتكافل التي تحملها منظمة خِدمت منذ تأسيسها."
كما ثمّن العميد الدكتور سهل الحموري هذه المبادرة الكريمة، معتبرًا إياها دعمًا نوعيًا ومهمًا للجهود الأردنية الرسمية في تقديم العون الطبي للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف الجديدة ستُسهم في تعزيز قدرات الخدمات الطبية في التعامل مع الحالات الحرجة ونقل المصابين من القطاع إلى المرافق الطبية الأردنية.
من جهته، أشاد العميد الدكتور أحمد الصبيحات، قائد الطب الميداني، بروح التعاون الدولي والمسؤولية المشتركة التي تجسّدها هذه المبادرة، مؤكدًا أهمية استمرار التنسيق مع المنظمات الإنسانية الصديقة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، في ظل التحديات التي تواجهها الفرق الميدانية في التعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة.
وتُعد منظمة "خِدمت" الإغاثية الإنسانية من أبرز المنظمات الباكستانية في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، حيث تمتد أنشطتها إلى أكثر من 15 دولة حول العالم، وتتميز ببرامجها المتخصصة في التعليم والصحة والرعاية الطارئة. وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع شركاء دوليين ومؤسسات رسمية لتوحيد الجهود وتقديم الدعم في الوقت المناسب، حيث الحاجة ماسة والمواقف النبيلة تصنع الفارق.
يُذكر أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يواصل القيام بدور محوري في دعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة، من خلال الجسور الجوية والإمدادات الطبية المستمرة، وفتح المستشفيات الميدانية على الحدود، مما يجعل التعاون مع منظمات كـ"خِدمت" جزءًا أساسيًا من منظومة الاستجابة الإنسانية المتكاملة.