تعرفوا على قصة ام خالد في مادبا

أم خالد.. صوت منسي في مادبا !!!

د.ضيف الله الحديثات
اليوم السبت الساعة الواحدة ظهرا، في أحد شوارع مادبا الشرقية، وقفت امرأة أردنية تحني ظهرها على حاوية قمامة، تبحث بين الركام. منظر يوجع القلب ويهز الضمير. اقتربت منها وسألتها: "ماذا تفعلين هنا يا أختي؟"

أجابتني بنبرة أنهكها التعب: أبحث عن علب معدنية أبيعها... أعيل بها أطفالي الخمسة بعد وفاة والدهم. لا معيل لنا سواي، نعيش في "عريشة" مصنوعة من الخيش لا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء..
سألتها: وما هي جنسيتك؟
رفعت هويتها الأردنية بيد مرتجفة وقالت: أنا ابنة هذا الوطن.

مشهد أم خالد ليس حالة فردية، بل صورة صارخة لفشل السياسات الاجتماعية التي يفترض أن تحمي كرامة الإنسان وتصون حقوقه. كيف يمكن لأم أردنية، مواطنة تحمل هوية هذا الوطن، أن تُترك وحيدة في مواجهة الفقر المدقع، بلا مسكن آمن، بلا تعليم لأطفالها، وبلا رعاية صحية تحفظ ما تبقى من صحتها وكرامتها ؟

أين هو حقها في الحياة الكريمة؟ أين حق أطفالها في التعليم والرعاية؟ أين هو دور الدولة في حماية الفئات الأضعف؟
نُكثر من الحديث عن حقوق الإنسان، ولكن ما جدوى الشعارات إن لم تترجم إلى أفعال؟

على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها، لا فقط بتقديم المساعدات، بل بوضع سياسات عادلة ومستدامة تحمي هذه الأسر وتوفر لها فرص حياة حقيقية، كي لا يُدفع أبناؤها غدا إلى حافة الانحراف واليأس.

الكرامة ليست رفاهية... انها حق.