تحوّلت لحظة مفترضة للفرح في مدينة قونية التركية إلى تحقيقات رسمية واتهامات قانونية، بعدما قرر عريس ومرافقوه الاحتفال بطريقة صاخبة تسببت في تعطيل حركة المرور وتهديد السلامة العامة، لتتدخل الشرطة وتفتح محاضر ضد المشاركين في ما وصف بـ"موكب الفوضى".
احتفال زفاف ينتهي في قسم الشرطة في منطقة سلجوقلو وسط مدينة قونية، خرج موكب مكوّن من أقارب وأصدقاء العريس إلى الشوارع وهم يطلقون الأبواق ويشعلون المشاعل احتفالًا بطلب يد العروس.
غير أن هذا المشهد الذي بدا في ظاهره مفرحًا، أثار استياء سكان الحي الذين سارعوا إلى تقديم بلاغات رسمية، مؤكدين أن الموكب تسبب في اختناقات مرورية وأجواء غير آمنة.
الشرطة تتحرك والعريس في قبضة التحقيق على إثر البلاغات، باشرت مديرية شرطة سلجوقلو تحقيقاتها، إذ تمكنت من تحديد هوية العريس ليتم استدعاؤه للتحقيق بتهمة "تعريض الأمن العام للخطر عمدًا". وتبيّن لاحقًا أن رخصة قيادته كانت قد سُحبت سابقًا بسبب مخالفات مرورية جسيمة.
غرامات وعقوبات قاسية على المرافقين وذكرت وسائل إعلام محلية أن العريس لم يكن وحده من واجه العواقب؛ فقد فُرضت غرامة مالية قدرها 15,163 ليرة تركية على اثنين من أصدقائه الذين قادا مركباتهما بطريقة متهورة خلال الموكب، مستخدمين أدوات زينة تعيق الرؤية.
كما تم تسجيل 60 نقطة جزائية على رخص قيادتهما، وأحيلت ملفاتهما إلى الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.
من الفرح إلى فوضى مرورية الواقعة أثارت تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل في تركيا، إذ اعتبر البعض أن المبالغة في مظاهر الاحتفال قد تخرق القوانين وتضر بالمجتمع، في حين رأى آخرون أن العقوبات كانت مشددة، مطالبين بإيجاد حلول تنظم مثل هذه المناسبات دون المساس بالأمن العام.
دعوات للالتزام بالقانون أثناء الاحتفالات مع تكرار حوادث مشابهة في عدد من المدن التركية، دعت السلطات المحليّة إلى احترام قواعد المرور والأمن، مشدّدة على أن الفرح لا يجب أن يأتي على حساب الآخرين أو على حساب القانون.