الفايز: خطاب الملك في البرلمان الأوروبي يعبر عن ضمير الأردنيين والعرب

عبر رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز عن اعتزاز المجلس بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية، من اجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان الإسرائيلي البشع الذي يتعرض له، إضافة إلى نشر قيم المحبة والتسامح، وبناء مجتمع انساني قائم على التعاون وخال من العنف والكراهية .

وقال، ان خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حمل مضامين عبرت عن ضمير الأردنيين وأمتنا العربية في سعيها لبناء السلام الحقيقي في المنطقة، الذي يستند الى العدالة والشرعية الدولية والمواثيق الأخلاقية والإنسانية والقانون الدولي الإنساني، ويشكل رسالة واضحة للعالم بأسره.

وقال: لقد اطل علينا اليوم جلالة الملك من مقر البرلمان الاوروبي، مدافعا قويا صلبا عن قضايا امتنا العادلة، واضعا المجتمع الدولي امام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية، في السعي الجاد من اجل احلال السلام والعدل في المنطقة، وتمكين شعوبها من الحياة الحرة الكريمة، مؤكدا جلالته ان الجميع مسؤول، عن حالة الفوضى والدمار التي تعيشها منطقتنا، وان الجميع مسؤول عن انهاء هذه الفوضى.

وأضاف: وضع جلالته في خطابه المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والقيمية، تجاه استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأزمة الإنسانية في فلسطين، حيث تحدث بقوة ووضوح حول المخاطر الراهنة في المنطقة، مسلطًا الضوء على الممارسات الإسرائيلية وسياساتها العدوانية والتوسعية ، وما ينتج عنها من تصعيد يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث قال جلالته أن الحرب التي تشهدها غزة "حرب قاسية" في ظل اضطرابات سياسية واقتصادية شهدها العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وان العالم يتجه نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة، يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها.

وقال، ان جلالته حذر من المخاطر التي تنتظر عالمنا اليوم ، حين قال "نحن على مفترق طرق آخر حاسم في تاريخنا؛ مفترق طرق يتطلب الاختيار بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون أو حكم القوة، بين التراجع أو التجديد، لأن كل هذا على المحك بالنسبة للجميع، والأمر لا ينطبق على غزة فحسب، فهذه ليست مجرد لحظة سياسية أخرى لتسجيل المواقف، بل إنه صراع حول هويتنا كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل"، ولفت جلالته الى ما يحدث في غزة اليوم والذي يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية ، والوضع الإنساني فيها يزداد سوءا يوما بعد يوم .

وبين الفايز ان جلالة الملك حذر من الانحدار في القيم الأخلاقية والإنسانية ، حينما خاطب برلمانيي اوروبا بقوله "ان العالم يتجه اليوم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة، يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها" .

وقال، ان جلالته أشار الى العديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية التي شهدها العالم ، وابرز هذه الاضطرابات تتمثل في جائحة كورونا، والتهديدات الأمنية، وصولا إلى الحرب في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، مشيرا جلالته ان عالم اليوم يسوده الانفلات، وكأنه فقد بوصلته الأخلاقية ، حيث قال جلالته " القواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي ، وان قيم الاحترام والمسؤولية والنوايا الحسنة ، هي التي تقود الى التعاون، وترشد الجميع حول كيفية الاستجابة لتحديات هذا العصر " .

وأشار الفايز الى ان جلالة الملك، اكد إيمان الأردن الراسخ، بكافة القيم النبيلة المشتركة بين جميع الأديان السماوية وان هذه القيم انها متجذرة في تاريخنا وتراثنا الأردني، مؤكدا وأننا كأردنيين نفخر بكوننا موطنا لموقع عُمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)، وان الأردن البلد المسلم هو موطن لمجتمع مسيحي تاريخي، وجميع المواطنين فيه يتشاركون في بنائه ونهضته.

وبين ان قضية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وإعمارها ومنع تهويدها لم تغب عن بال جلالته حين أشار في خطابه، بأن قيم المحبة والتسامح تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعهدنا بحماية هويتها التاريخية متعددة الأديان من أي اعتداء.

ولفت الفايز إلى أن جلالة الملك أكد أيضًا ضرورة إعادة الثقة للنظام الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التي تراجعت بفعل السياسات المنحازة التي تتجاهل حقوق الشعوب المظلومة، وعدم القدرة على فرض العدالة الدولية ، التي باتت تقاس بمكيالين ومعايير مختلفة ومزاجية، موضحا أن جلالة الملك أشار بوضوح إلى الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما المجتمع الدولي يشاهد الظلم الذي يمارس ضد الفلسطينيين ، من خلال القصف والتدمير والقتل اليومي ، وسياسة التجويع والحصار الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزه .

وقال: قدم جلالته خطابا مسؤولا عبر فيه عن أوجاع الأمة، محجما كل دعاة الظلم والبطش، وقدم جلالته قراءة واقعية لأسباب الصراعات في المنطقة ، المتمثلة بدولة الاحتلال الإسرائيلي وسياساتها العدوانية وسعيها الدائم إلى توسيع دائرة الصراعات في المنطقة، بسبب عجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

واكد الفايز ان مجلس الاعيان سيبقى على الدوام سندا قويا لجلالة الملك في دفاع جلالته عن امننا واستقرارنا وثوابتنا الوطنية ، وعن قضايا امتنا العربية العادلة ، في مقدمتها القضية الفلسطينية