التأهل إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم هو إنجاز عظيم يُسجَّل باسم هذا الجيل من اللاعبين، ويستحق أن نفرح به ونحتفل به جميعًا كأردنيين. لحظة الفرح هذه ثمينة، لأنها ثمرة جهدٍ طويل وعطاء من لاعبين وجهاز فني وإداري وجماهير لم تتخلَّ عن الأمل. لكن في الرياضة، كما في الحياة، البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها. لذلك، فإن واجبنا اليوم، ونحن في قمة نشوة الإنجاز، أن نُبقي أعيننا مفتوحة على ما هو قادم، لا أن نغلقها بسحر الانتصار.
المرحلة المقبلة تتطلب مراجعة فنية شاملة، تقيّم الأداء بالأرقام لا بالتصفيق، وبالمعطيات لا بالمجاملات. وأنا، من باب المسؤولية الوطنية والرياضية، سأقوم بتحليل مفصل لمباراة منتخبنا مع العراق، ليس للتقليل من الإنجاز، بل لتأكيد حقيقة طالما تحدثت عنها: أن منتخبنا، كي يُنافس في كأس العالم لا أن يشارك فقط، بحاجة إلى مدرب من طراز عالمي، يمتلك خبرة المنتخبات الكبرى والمونديالات، ويعرف كيف يرفع فريقًا جيدًا إلى مستوى الفرق الكبرى.
فالمرحلة القادمة لا ترحم، والتاريخ لا يذكر من تأهل.. بل من ترك بصمة.