الأردن يتسلّم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين

* العضايلة: سنعمل بكلِ جهدٍ مع الدول الشقيقة لخدمة القضايا العربية

* العضايلة: القضية الفلسطينية ستبقى المركزية رغم تعدد التحديات والأزمات

عمون - تسلّم مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، الثلاثاء، رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في مستهل الدورة العادية 163 لمجلس الجامعة.

وتأتي هذه الخطوة تحضيراً لتسلّم الأردن، يوم غدٍ الأربعاء، رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، حيث سيترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي رئاسة المجلس في دورته العادية 163.

وبحضور الأمين العام المساعد السفير حسام زكي ومندوبو الدول العربية الأعضاء والأمناء العامين المساعدين ورؤساء مختلف القطاعات في جامعة الدول العربية، تسلّم السفير العضايلة رئاسة الدورة العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين من السفير علي موسى، مندوب الجمهورية اليمنية، رئيس الدورة السابقة 162 جامعة الدول العربية.

وفي كلمته، بعد تسلّم رئاسة مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، قدّم السفير أمجد العضايلة شكره للجمهورية اليمنية على الجهود والتنسيق والتشاور الدائم خلال ترؤسها أعمال الدورة العادية 162 لمجلس الجامعة، وهو ما انعكس على روح التعاون الأخوي والحوار المنتج في اجتماعات الدورة السابقة.

ولتزامن ترأس الأردن لأعمال الدورة العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري مع مرور الذكرى الثمانين لنشأة جامعة الدول العربية، أعرب السفير العضايلة عن التهاني بهذه المناسبة لأمين عام جامعة الدول العربية وأمانتها ومختلف العاملين فيها، مؤكداً أن هذه فرصة لاستذكار اسهامات كل من عملوا على امتداد مسيرة هذه المؤسسة العربية لتبقى بيتاً صامداً لكل العرب، والتي استمرت رمزاً ومظلةً جامعةً للعمل العربي، وحاضنةً للحوارٍ وإطاراً لحماية مصالح الأمة العربية وتحقيق طموحاتها والتصدي للصعاب التي تواجهها.

وأكد العضايلة "إن المملكة الأردنية الهاشمية وانطلاقاً من مبادئها القومية ورسالتها الدبلوماسية وإيمانها الخالص بأهمية وأولوية التكامل العربي وحرصها على تحقيق الوفاق والاتفاق، تحرص المملكة، لا سيما في ظل رئاستها للدورة الحالية لمجلس الجامعة، على البناء على كل جهدٍ وعملٍ وقرارٍ عربي يصدر عن مجلس الجامعة بمختلف مستوياته".

ومن هذا المنطلق، زاد "سوف تبذل المملكة، وبالتنسيق مع الأشقاء العرب، كل الجهود الممكنة لتكثيف العمل المشترك وتوسيع أطر التشاور حيال قضاياه وتسريع وتيرته، تحقيقاً لإنجاز كل ما نتطلع إليه جميعاً، مع الاستمرار بالعمل على تطوير التعاون مع الدول الصديقة والتكتلات الإقليمية والدولية، التي من شأنها الإسهام في تدعيم الموقف وتعزيز الجهود التي مبعثها نصرة قضايا الأمة العربية".

وحول قضية العرب الأولى والقضية المركزية للأردن والدول العربية، شدد السفير العضايلة أنه ورغم ما تشهده المنطقة العربية من تَعَدد التحديات وتزايد الأزمات، بقيت القضية الفلسطينية ولا تزال جوهر الصراع الذي تتغذى عليه كل الأزمات، وبقي غياب حلها العادل والشامل النافذة لكل من أراد إشعال المنطقة وإشغال دولها وشعوبها بويلاتٍ لا سبيل للتخلص منها إلا بحل القضية الفلسطينية حلّا عادلاً وشاملاً ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويعيد الحقوق إلى أصحابها.

وجدد التأكيد بقوله "نؤكد مرةً أخرى أنه لا يمكن الوصول إلى عالمٍ أكثر سلاماً دون شرقٍ أوسط مستقر، والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن الوصول إليه دون أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة".

وأضاف "سنعمل بكلِ جهدٍ مع مختلف الأطراف لتكثيف العمل الدبلوماسي الفاعل وتعزيز صوت الحق الداعي لوقف الحرب الغاشمة، والبدء في إعادة الإعمار في إطار الخطّة العربية الإسلامية، التي أطلقتها جمهورية مصر العربية الشقيقة بالتنسيق مع دولة فلسطين، وإطلاق أفقٍ سياسيٍ لمفاوضاتٍ جادة هدفها التوصّل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ وعادلٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران للعام 1967".

وفي ختام كلمته، أكد مندوب الأردن أن "المملكة الأردنية الهاشمية تتطلع لأن تكون رئاستها للدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية منتجةّ وموفّقةً وتبني على ما تم تحقيقه وتراكم الإنجاز، وتوفّر المزيد من مساحات العمل المشترك ومتعدد الأطراف وأوجه الوفاق والاتفاق العربي"، مشدداً على أن الأردن سيعمل، مع الدول الشقيقة والأمانة العامة لمجلس الجامعة، للبناء والاستفادة على ما تنجزه المجالس الوزارية الأخرى في مختلف المجالات السيادية والفنية، وبما يحقق المؤسسية القائمة عليه عمل مجالس الجامعة ويخدم البناء على المخرجات والقرارت التي تصدر عنها.

يشار إلى أن رئاسة الأردن لهذه الدورة تأتي وفقاً للترتيب المتّبع في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث يشمل مجلس الجامعة مستويين؛ المستوى الوزاري بعضوية وزراء حارجية الدول العربية الأعضاء، والآخر على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية وهو يعتبر مجلس تحضيري للمجلس الوزاري.

وتالياً للجلسة الافتتاحية، عقد مندوبو الدول العربية اجتماعاتٍ تحضيرية تناولت جميع القضايا المطروجة على جدول أعمال الدورة، ليتم رفع التوصيات للمجلس الوزاري، الذي بدوره سينعقد يوم الأربعاء لمناقشة مختلف القضايا والتوصيات المرفوعة من مجلس المندوبين ويتخذ القرارات فيها.