المواقف الأردنية ليست للبيع أو المساومة

د. عاكف الزعبي

 

ليست المرة الأولى التي يدفع فيها الأردن ثمن مواقفه الوطنية والقومية. وأجزم أنها لن تكون الأخيرة إذا ما طال حكم العصابة الدينية اليمينية الخرفه في الكيان الصهيوني، وإذا ما استمر نفوذ اليمين المتصهين في الولايات المتحدة ينتج نسخاً من الرؤساء مثل جورج بوش الأبن الذي تخيل أنه سمع صوت الاله وهو يخاطبه، ومثل دونالد ترامب الذي يدير علاقاته الدولية بتصريحات من الطائرة الرئاسية.

وقف الأردن بقيادته التاريخية مع العراق في مواجهة الولايات المتحدة يوم أن راحت جميع الدول العربية وفي المقدمة منها أكبرها تتسابق إلى حفر الباطن تحاصر العراق وأول المتسابقين نظام الأسد زعيم الممانعة. وكان مستعداً لحمل الحصار الأمريكي البحري على ميناء العقبة عامين كاملين في الفترة ما بين 1993-1995 بحجة تفتيش البضائع التي يمكن أن تصل إلى العراق.

وعاد الأردن ليكرس مواقفه الوطنية والقومية في دفاعه عن فلسطين أرضاً وشعباً وقضية ووقف رافضاً لصفقة القرن الترامبية لقضية فلسطين ومعلناً ذلك بكل وضوح بلاءات الملك الثلاث قاطعاً الشك باليقين فيما يتعلق بالموقف الأردني الثابت والقاطع تجاه فلسطين وحقوق شعبها الشقيق.

الأردن اليوم هو الأردن كما في كل يوم بعمق استشرافه للقادم وأمانة المسؤولية الوطنية والقومية وثبات الموقف إلى جانب الحق والمصالح العليا للوطن الأردني ولأوطان العرب كافة وعلى رأسها حقوق الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني الشقيق الذي يثبت في كل يوم صموده على أرضه ومقاومته للاحتلال بصورة مشرفة تليق بنضالاته التاريخية متحملاً اثماناً باهظة من الجرائم الصهيونية وسياسة الفصل العنصري.

حق لنا أن نفخر بثوابت بلدنا ومواقف قيادتنا المشرفة وبقدرتنا على تجاوز كل التحديات كما فعلنا دوماً وخرجنا منها اكثر قوة بل حولنا العديد منها إلى فرص يُعتد بها. ويقيناً أننا لن نغير ولن نبدل متمسكين بمبادئنا وكلنا ثقة بأن الأردنيين الذين يعتزون بمواقف بلدهم وقيادتهم سوف يصطفون صفاً واحداً متماسكاً خلف قيادتهم في وحدة وطنية راسخة تليق بتاريخهم المشرف ووحدتهم المميزة.

لن يكون الأردن وحده في معركة الدفاع عن مصالحه العليا وعن حقوق شقيقه التوأم الشعب الفلسطيني، فهو ليس بدون أصدقاء على امتداد العالم ومنها ما هو في قلب دول العالم الغربي، وحتى داخل مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة، وفي المحافل الاممية عامة مستفيداً من علاقاته ومواقفه الدولية المحترمة وجغرافيته السياسية.