حقائق الإرهاب الإجرامي الصهيوني

 

 

 

 

لا تكاد تخلو حرب شاملة، أو عملية إبادة جماعية، من بصمات عقيدة الإجرام اليهودي، سواء من خلال الفعل المباشر، أو التدخل غير المباشر، الأمر الذي جعلهم موضع كراهية المجتمعات، كونهم أعداء الإنسانية، ومصدر الشر المطلق، بإجماع الشعوب البشرية قاطبة ، فقد ارتبط السلوك الإجرامي – عبر التاريخ – بالوجود اليهودي/ الإسرائيلي، ارتباطا تلازميا جدليا، فلا يكاد يحضر اليهودي في مكان، إلا وعصفت به نيران الحروب والصراعات .

 

لا بد من القول إن عقيدة الإبادة وأيديولوجيا الإرهاب الإجرامي، التي يمثلها الكيان الإسرائيلي اليوم، قد تشكلت من اجتماع مرجعيتين متناقضتين تمام التناقض ، تتمثل أولاهما في المرجعية الدينية التوراتية "المحرفة"، المتضمنة نصوص "العنف المقدس" ، التي تبيح لليهودي الآخرين الأغيار مطلقا، كونهم حيوانات بشرية، لا أكثر، وهو ما أكدته أحداث وشخصيات السردية التاريخية، التي اجتهد في تنميقها ونمذجتها المخيال اليهودي، ودمجها في بنية النص التوراتي "المقدس"، بوصفها التمثيل الفعلي لشخصية البطل اليهودي الجبار، الذي اختاره إله إسرائيل "رب الجنود" ، قائدا لشعبه ومعاركه ضد أعدائه ، بإضافة ذلك التاريخ القومي الأسطوري، إلى أسفار التوراة، امتزج الديني المحرف بالتاريخي الأسطوري، وتم دمجهما في سياق أيديولوجي واحد، اكتسب طابع القداسة الدينية، والهوية التاريخية القومية معا.

 

الى ذلك فقد تمثلت ثاني المرجعيتين، في فكر الصهيونية العلمانية، ومرتكزات أيديولوجيا العنف والإجرام، التي استندت عليها رؤيتها الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية، إذ لم تتوقف عند مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، بل ذهبت إلى ضرورة إبادة ومحو هذا الشعب، وتنظيف الأرض من تلك المخلوقات الطفيلية، تمهيدا لإقامة وطن قومي لليهود، أسوة بغيرهم من القوميات والشعوب، وقد نفذت عصابات "الهاجناه" الصهيونية الإجرامية، أبشع المجازر الجماعية، وعمليات القتل والإبادة والتهجير، بحق الفلسطينيين العزل .

 

لا بد من القول ان  دويلة الكيان الإسرائيلي المحتل، هكذا قامت ، على رصيد تراكمي هائل، من المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، التي غطت كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية، على مدى ما يقارب قرن من الزمان، أسفر عن أقبح وأبشع مؤامرة عبر التاريخ، حملها قادة القوى الاستعمارية "الأباء المؤسسون" فكرة ومشروعا، وتلقفتها الأجيال من بعدهم عملا وتنفيذا، حيث تكاتفت جهودهم وتكاملت إسهاماتهم، في تمكين اليهود من وطنهم القومي، وكأنه دين في أعناقهم جميعا، تسابقوا في الوفاء به لليهود، رغم تباين أيديولوجياتهم، واختلاف توجهاتهم، وتعارض مواقفهم، فقد ذابت كل الخلافات والعداوات بينهم .

 

 وأخيرا فان العجيب في الأمر أن الكيان اليهودي الوظيفي، قد بلغ من الإفساد الفكري والقيمي، أنه عمم ثقافته وعقيدته وفكره الإجرامي، وتصوراته العدائية الانتقامية، على جميع الشعوب، التي كانت تؤمن بثقافة المحبة وسلام المسيح، وحملوا جميعا سيف يهوذا، وعقيدة انتقام رب الجنود.

قوله تعالى : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" صدق الله العظيم  ..