قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد بأن قوات الاحتلال في رفح بنسقها القياسي الحالي المكون من الفرقة المدرعة /162 ولواء الكوماندوز وكتيبة من لواء جفعاتي لن تستطيع اكمال المهمة في رفح بسبب تعقيدات الجغرافية في مخيمات رفح والخسائر التي تعرضت لها الفرقة المدرعة /162 وخاصة اللواء المدرع /401 راس الحربة في عملية رفح والذي ينتشر على محور فيلادلفيا ، الامر الذي قد يؤدي خلال الايام القادمة وعلى اكثر تقدير خلال اسبوعين الى وقف العملية العسكرية في رفح او على اقل تقدير سحب وحدات مقاتلة من رفح بذريعة أن الاحتلال يجهز لعملية عسكرية في شمال الاراضي المحتلة لمواجهة تهديدات حزب الله .
وفيما يتعلق بما يجري شمالا قال ابوزيد انه ورغم التصعيد الملفت الذي يجري مع حزب الله الا ان المؤشرات لا توحي بان الاحتلال قد يذهب الى مغامرة عسكرية جديدة مع حزب الله على اقل تقدير خلال ستة اشهر من الان ، لان التعقيدات الجيواستراتيجية التي تشهدها المواجهة مع حزب الله تختلف من حيث الشكل والمضمون عن المواجهة مع المقاومة في غزة ، والاحتلال يدرك ذلك ويدرك اكثر ان فاتورة التكاليف في اية مواجهة مع حزب الله حتما ستكون باهضة ليبقى الاحتلال عاجز عن الاجابة على سؤال هل يمكن ان يتحمل جيش الاحتلال خسائر جديدة في اي معركة جديدة ؟
لذلك ورغم كل التصعيد الاعلامي للاحتلال وتصريحات القادة السياسيين والعسكريين قال ابوزيد لا أعتقد ان تكون هناك عملية عسكرية تقليدية واسعة مع حزب الله لكن يمكن ان تكون هناك عمليات انتقائية محدودة ضد اهداف او قيادات حزب الله يهدف من خلالها الاحتلال الى استعادة التوازن العسكري مع حزب الله واستعادة الردع الذي كسره حزب الله باستهداف عمق الاراضي المحتلة وهجر 120 الف اسرائيلي من مستعمرات الشمال اغلبهم من اليهود الاشنكناز نخبة المجتمع الإسرائيلي .
واشار ابوزيد الى ان هناك لقاء مهم يتم الترتيب له في واشنطن حيث يلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة نتنياهو، رون ديرمر مع وفد امريكي، في خطوة يبدو ان واشنطن تريد من خلال فتح باب اللقاءات وتوسيعها لاقناع حكومة الاحتلال بعدم الإنجرار وراء قرار مواجهة مع حزب الله وتوسيع دائرة الصراع قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر القادم .
وختم ابوزيد حديثه ان قوات الاحتلال تعاني من نقص كبير في القوى البشرية ويعزز ذلك حديث رئيس الاركان هاليفي الذي طلب من السياسيين توفير 15 كتيبة لانجاز مهمته في غزة في ضوء حصول قرار منع تجنيد المتدينين الحريدم على اغلبية في الكنيست بواقع 63 صوت من اصل 120 صوت الـ 64 صوت منها للائتلاف الحكومي ليغيب بذلك صوت واحد وهو صوت حليف نتنياهو في الليكود وزير الدفاع يواف غالانت الذي صوت ضد القرار، ما يعني ادراك وزير الدفاع لما يطلبه رئيس اركانه من ضرورة توفير 15 كتيبة ليبقى السؤال ايضا اذا كان العقل العسكري (وزير الدفاع ورئيس الاركان) في اسرائيل يدركون خسائر القوى البشرية والحاجة الملحة لتوفير قطاعات مقاتلة جديدة، اذا من الذي سيقاتل شمالا مع حزب الله او جنوبا في رفح ؟ وهل يملك الاحتلال القدرة على الحسم سواء في غزة او في اي عملية مغامرة عسكرية قادمة مع حزب الله ؟ اعتقد ان الاجابة هنا ايضا واضحة حسب تعبير ابوزيد وهي ان القرار العسكري لايملك ترف القوات ليقوم بشن عملية عسكرية جديدة ضد حزب الله ، او اكمال عملية رفح لذلك من المرجح ان يتم وقف العملية العسكرية في رفح ، الامر الذي قد يؤدي ايضا نتيجة كل هذه التعقيدات السياسية والعسكرية الى استقالة او إقالة وزير الدفاع يواف غالانت .